اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني في البيت الأبيض يوم الجمعة، في لقاء مفاجئ حوّل الصراع العلني الحاد بينهما إلى حوار ودّي ركز على البحث عن مصالح مشتركة لخدمة سكان نيويورك.
جاء هذا اللقاء بعد شهور من التبادل العدائي بين الرجلين. وصف ترامب ممداني سابقاً بأنه “شيوعي مجنون 100%” و”مختل عقليا”، بينما وصفه ممداني بأنه “أسوأ كوابيس دونالد ترامب”، معتبراً إدارته “استبدادية”. كما هدد ترامب سابقاً بسحب الأموال الفيدرالية من نيويورك واعتقال ممداني.
لكن نبرة اللقاء في المكتب البيضاوي كانت مختلفة تماماً، حيث بدا الطرفان ودودين إلى حد كبير، سواء في التصرفات أو التعليقات الصغيرة.
أبدى ترامب تفاؤلاً بأن ممداني سيكون عمدةً عظيماً لنيويورك، قائلاً: “كلما أدى عمله جيدا، كنت أكثر سعادة”، معرباً عن ثقته بأن ممداني “سيفاجئ حتى بعض المحافظين”. بل إن ترامب تدخل للرد على أسئلة صحفية عدائية موجهة لضيفه، وعندما سُئل إذا كان سيشعر بالراحة للعيش في نيويورك تحت إدارة ممداني، أجاب: “نعم، سأفعل. بالتأكيد. خصوصا بعد هذا الاجتماع”.
ركز اللقاء على القضايا العملية التي تهم سكان نيويورك، حيث قال ممداني: “عقدنا اجتماعا مثمرا ركز على مدينة نيويورك”، مشيراً إلى أن ما يجمعهما هو حب المدينة والعمل على جعلها مدينة ميسورة التكلفة لسكانها. وأكد ترامب أنهما “اتفقا على أمور فاقت ما كنا نتوقعه”.
يُعد هذا اللقاء نجاحاً كبيراً لممداني، حيث حقق هدفه الأساسي بإيجاد أرضية مشتركة مع ترامب دون التنازل عن مبادئه. كما أن تصريحات ترامب الإيجابية أسقطت فعلياً الرسائل الجمهورية المناهضة لممداني والتي كانت تقدمه كخطر متطرف.
بالتوازي مع اجتماع ممداني، تستمر الإدارة الأمريكية في التحرك على الملفات الدولية. حيث أكد وزير الجيش الأمريكي دانيال دريسكول أن أوكرانيا في وضع مترد للغاية، وأن الوقت الآن هو الأنسب لتحقيق السلام. وأشار إلى أن الرئيس ترامب يرغب في “سلام فوري”، فيما أفادت تقارير بأن واشنطن تهدد كييف بقطع الأسلحة عنها لإجبارها على التسوية.
كشف ترامب أيضاً عن نيته دعوة الرئيس اللبناني جوزيف عون لزيارة البيت الأبيض. هذه الدعوة تأتي في وقت يتعرض فيه الجيش اللبناني لضغوط إسرائيلية وأميركية متزايدة، أطاحت بزيارة كانت مقررة لقائد الجيش اللبناني إلى واشنطن هذا الأسبوع.
يمثل اجتماع ترامب وممداني تحولاً لافتاً من العداء العلني إلى البحث عن أرضية مشتركة، مع تركيز واضح على قضايا المعيشة التي تهم المواطن العادي. هذا التحول لا يخلو من حسابات سياسية لكلا الطرفين، لكنه يظل خطوة عملية قد تنعكس إيجاباً على سكان نيويورك، بينما تواصل الإدارة الأمريكية تحركاتها الدبلوماسية على المسارين الأوكراني واللبناني.