شهدت أسواق العملات المشفرة صباح اليوم الاثنين موجة بيع حادة، أعادت المؤشرات إلى المنطقة الحمراء بعد هدوء نسبي خلال الأسبوع الماضي. حيث تراجعت البيتكوين، العملة الرقمية الأولى، بأكثر من 5% لتفقد مستوى الدعم النفسي المهم عند 86 ألف دولار، بينما انخفضت عملة “إيثر” بنسبة تفوق 6% لتتداول دون عتبة 2900 دولار.
وترافق هذا التراجع مع تصريحات مثيرة للقلق من الرئيس التنفيذي لشركة “استراتيجي” مايكل سايلور، التي تمتلك مخزوناً ضخماً من البيتكوين يقدر قيمته بحوالي 56 مليار دولار. وأشار سايلور إلى أن الشركة قد تضطر لبيع جزء من حيازاتها إذا انخفض “مؤشر القيمة السوقية المعدل” لحيازتها إلى ما دون الواحد، مؤكداً أن ذلك سيكون “حلاً أخيراً”. ويقف المؤشر حالياً عند 1.19، مما يترك هامشاً يثير مخاوف المستثمرين من عمليات بيع مؤسسية ضخمة محتملة في السوق.
من جهة أخرى، أضافت أنباء عن قيام الكاتب والمستثمر الشهير روبرت كيوساكي ببيع مفاجئ لحيازاته من البيتكوين مزيداً من الغموض والجدل في الأوساط المالية العالمية، وتساءل كثيرون عن دوافع هذه الخطوة وتوقيتها الحساس.
وفي تحليله لموجة التراجع، أوضح خبير العملات المشفرة راشد الخزاعي في مقابلة مع “العربية Business” يوم الأحد، أن الأسواه تشهد خروجاً كبيراً للسيولة من صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) ومن السيولة المؤسسية بمختلف أشكالها، بالتزامن مع ارتفاع مستويات الخوف وانخفاض شهية المخاطرة لدى المستثمرين الأفراد.
وتعتبر شركة “استراتيجي” أكبر مشترٍ مؤسسي للبيتكوين في العالم، حيث تمتلك أكثر من 21 ألف عملة، مما يجنب أي خطوة بيع محتملة منها تأثيراً كبيراً على السوق قد يمتد لأيام أو حتى أسابيع.
ويترقب المستثمرون الآن تطورات المؤشرات الفنية وحركة السيولة خلال الأيام القادمة، في وقت يبدو أن السوق دخل مرحلة جديدة من التقلبات الحادة تحيطها عوامل مؤسسية ونفسية معقدة.