جريدة

فاس :انهيار عمارتين  يُخلف 19 قتيلاً و16 جريحاً ويثير أسئلة مقلقة عن البناء العشوائي

ميديا أونكيت 24

 

شهد حي المسيرة في منطقة بنسودة ليلة الثلاثاء الأربعاء 10 دجنبر الجاري كارثة إنسانية ومأساة مروعة، بعد أن انهارت عمارتان سكنيتان متجاورتان حوالي الساعة 11:30 ليلاً. الحادث الصادم الذي هز أرجاء الحي، تسبب في حالة ذعر وفزع عارمين بين السكان، دفع الكثيرين إلى النزوح من منازلهم خوفاً من انهيارات مشابهة.

وفقاً للمعطيات الرسمية الصادرة عن السلطات المحلية، ارتفعت الحصيلة المؤقتة للفاجعة إلى 19 قتيلاً و16 مصاباً، تتراوح إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة، فيما لا تزال عمليات البحث والإنقاذ جارية للتحقق من وجود محتجزين آخرين تحت الأنقاض.

مشاهد مؤلمة وصرخات تستغيث

 

في تصريحات متفرقة، لم يخف سكان الحي استيائهم وحزنهم الممزوج بالغضب. وأكدوا أن هشاشة البناء في بعض العمارات بالمنطقة كانت واضحة منذ سنوات، معربين عن اعتقادهم بأن وقوع مثل هذه الفاجعة كان “مسألة وقت لا أكثر”، في ظل غياب تدخل فعال لمعالجة أوضاع المباني غير الآمنة.

وكشف السكان أن العمارتين المنهارتين هما من البنايات حديثة العهد، حيث قام السكان ببنائهما على شكل بقع وتحملوا تكاليف الإنشاء بأنفسهم. إلا أنهم أشاروا إلى أن البناء العشوائي وعدم الالتزام بالمعايير الهندسية والأساسات السليمة هي الأسباب المباشرة وراء الكارثة. وأوضحوا أن إحدى العمارات كانت تتألف من أربعة طوابق، بينما كانت الثانية من ستة طوابق، واشتبهوا في أن رداءة المواد المستخدمة وضعف الأساسات أدت إلى الانهيار المتسلسل الذي طال أجزاء من البنايات المجاورة.

بادرت السلطات الأمنية والترابية فوراً بتطويق منطقة الحادث وتأمينها، وتم فتح تحقيق أولي تحت إشراق النيابة العامة لتحديد الأسباب الحقيقية وراء الانهيار، والتحقق من وجود مخالفات في البناء أو إهمال في معايير السلامة والهندسة. كما باشرت فرق الوقاية المدنية عمليات البحث والإنقاذ، فيما تم نقل الجرحى إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.

هذه الكارثة الأليمة تطرح من جديد إشكالية البناء العشوائي والمخالف في العديد من الأحياء، وتساؤلات جادة حول آليات الرقابة على جودة البناء وحماية الأرواح، في انتظار ما سيسفر عنه التحقيق الرسمي لتفادي تكرار مآسٍ مماثلة.