جريدة

نقابة تطلق نداء استغاثة للإفراج عن سائقين مغاربة محتجزين في غينيا كوناكري بسبب نزاع تجاري

ميديا أونكيت 24

نقابة تطلق نداء استغاثة للإفراج عن سائقين مغاربة محتجزين في غينيا كوناكري بسبب نزاع تجاري
كوناكري، غينيا – احتجز ثلاثة مواطنين مغاربة، من سائقي النقل البري الدولي، في غينيا كوناكري لأكثر من ثلاثة أسابيع، بسبب خلاف تجاري خاص بين الشاحن المغربي والتاجر الغيني المستقبِل للبضاعة، بعيداً عن تدخلهم المباشر في النزاع.

وكشف المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، عن الحادث، بعد توصلها بالمعلومات من صاحب الشحنة يوم أمس السبت فقط، وفق تصريحات مسؤولي النقابة.

قال منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة: “بعد وصول الشاحنتين إلى وجهتهما بمدينة كوناكري، تم احتجاز السائقين ومساعدهما من طرف التاجر مستقبِل الشحنة… السبب وراء الاحتجاز هو معاملة تجارية فاشلة بين المسوّق الغيني والتاجر المغربي”.

أفاد بنعزوز بأن “المحتجزين المغاربة بحالة جيدة”وجّهت النقابة مراسلات رسمية إلى وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، ووزير النقل واللوجستيك عبد الصمد قيوح (والمعروف أيضاً باسم عبد الصمد كايوه).

طالبت النقابة بالتدخل العاجل لدى السفارة المغربية في غينيا، والسلطات الغينية، لإطلاق سراح المواطنين وضمان عودتهم سالمين.

تسلط هذه الحادثة الضوء على المخاطر التي يواجهها سائقو النقل الدولي في بعض المناطق الإفريقية، حيث يمكن أن يصبحوا رهائن لخلافات تجارية أو قانونية لا علاقة لهم بها. وتأتي هذه الأحداث في سياق يتسم أحياناً بغياب آليات قانونية فاعلة لحماية العاملين في مجال النقل الدولي.

كما تجري هذه الأحداث في سياق سياسي معقد في غينيا، حيث تشهد البلاد مرحلة انتقالية منذ الانقلاب العسكري . وقد شهدت العاصمة كوناكري مظاهرات حاشدة مطلع عام 2025 للمطالبة برحيل الجيش عن السلطة والعودة إلى الحكم المدني. في الوقت نفسه، تعمل الحكومة الانتقالية الحالية على تعزيز حضور البلاد الإقليمي، حيث استضافت كوناكري مؤخراً اجتماعات وزارية حول السياسات المالية في قطاع التعدين وورشات عمل إقليمية حول الصحة العامة.

يمكن للمغرب الاستفادة من خبرته الدبلوماسية في المنطقة، والتي شملت مؤخراً وساطة ناجحة بقيادة الملك محمد السادس أدت إلى إطلاق سراح أربعة فرنسيين كانوا محتجزين في بوركينا فاسو.

كما أن العلاقات الدبلوماسية للمغرب مع دول غرب إفريقيا نشطة، حيث استقبل وزير الخارجية ناصر بوريطة نظيره الغاني في يونيو 2025، وتم خلال الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم للتشاور السياسي. ويلعب المغرب دوراً إقليمياً فاعلاً عبر مبادرات مثل مشروع تمكين دول الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، الذي حظي بدعم وزراء خارجية بوركينا فاسو ومالي والنيجر خلال لقائهم بالعاهل المغربي.

وضع المكتب الوطني للنقابة الوطنية لمهنيي النقل الطرقي نفسه رهن إشارة الوزيرين المعنيين لتقديم مزيد من المعطيات. ويتوقع أن تشمل الخطوات الدبلوماسية المحتملةالاتصال الفوري بالسفارة المغربية في غينيا والتواصل مع السلطات الغينية المحلية في كوناكريتفعيل آليات التعاون الثنائي والإقليمي لحماية المواطنين.

لا تزال أسر السائقين والمحتجزين الثلاثة تنتظر بقلق تدخلاً سريعاً ينهي محنتهم التي تجاوزت الثلاثة أسابيع، ويؤمن عودتهم إلى الوطن.