أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير صدر اليوم الثلاثاء، حقيقةً مقلقة مفادها أن أزيد من مليار شخص حول العالم يعانون من شكل من أشكال الاضطرابات النفسية، داعيةً إلى تحرك عاجل وحازم لتعزيز الاستثمارات في خدمات الصحة العقلية ومواجهة هذا الوضع.
وأبرز التقرير أن الاضطرابات النفسية، وعلى رأسها حالات القلق والاكتئاب، أصبحت تمثل ثاني أكبر سبب للمعاناة من إعاقة طويلة الأمد على مستوى العالم. هذه الاضطرابات لا تقتصر آثارها على المعاناة الإنسانية فحسب، بل تتسبب في فقدان الأفراد لقدرتهم على العيش بشكل طبيعي، مما ينعكس سلباً على الاقتصاد العالمي ويتسبب في خسائر فادحة.
كشف التقرير عن وجود فجوات هائلة في معالجة هذه الاضطرابات، مسلطاً الضوء على نقاط الضعف المستمرة في تمويل خدمات الصحة النفسية وإمكانية الوصول إليها. وتظهر البيانات تفاوتاً صارخاً بين الدول الغنية والفقيرة؛ ففي البلدان منخفضة الدخل، يحصل أقل من 10% فقط من المصابين على الرعاية اللازمة، مقارنة بأكثر من 50% في البلدان مرتفعة الدخل.
ولفتت المنظمة إلى أن إهمال الصحة النفسية له ثمن اقتصادي باهظ، حيث يُقدّر أن الاكتئاب والقلق وحدهما يكبدان الاقتصاد العالمي خسائر سنوية تقدر بتريليون دولار أمريكي من خلال فقدان الإنتاجية والتكاليف الصحية المرتبطة بهما.
وشددت المنظمة على أن “الاستثمار في الصحة النفسية يعني الاستثمار في الناس والمجتمعات المحلية والاقتصادات”، معتبرة أنه استثمار حيوي لا يستطيع أي بلد أن يتجاهله في ظل هذه الأرقام “المقلقة”.
يدعو التقرير، في خلاصته، الحكومات والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود وسد فجوة التمويل، وبناء أنظمة رعاية صحية نفسية متكاملة وقابلة للوصول للجميع، وتحويل الاهتمام من علاج الأمراض إلى الوقاية منها وتعزيز الصحة النفسية للمجتمعات.