جريدة

جلسة محاكاة للعمل البرلماني لفائدة تلاميد المستويين الاعدادي والتانوي

أونكيت ميديا 24

 أجواء خاصة يعيشها رواق البرلمان بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، مع انطلاق جلسات محاكاة للعمل البرلماني لفائدة تلاميذ المستويين الإعدادي والثانوي، وهي مبادرة محمودة تجسد إسهام المؤسسة التشريعية في ترسيخ قيم المواطنة والديمقراطية لدى الناشئة، وترسم ملمحا عن الأدوار القيّمة التي يضطلع بها البرلمان على أكثر من واجهة.

 

  وفي التفاتة لا تخلو من رمزية، خصصت جلسة المحاكاة الأولى التي نظمت أمس الجمعة لتلاميذ منطقة الحوز، على أن تتواصل هذه المبادرة طيلة فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر بعقد جلسات تحاكي جلسات عمومية يشارك التلاميذ في تقمص أدوار شخصياتها العمومية وهي كل من رئيس الجلسة، أمين الجلسة، البرلمانيون، الحكومة، كل ذلك في احترام تام للنظام الداخلي للمجلس.

 

 

 وتمت تهيئة قاعة في فضاء الرواق مماثلة لقاعة الجلسات العامة بالبرلمان لتجسيد هذه المحاكاة، وذلك بتوفير منصة حيث يجلس رئيس الجلسة وأمين المجلس، و تجهيز قاعة المحاكاة بثلاثة صفوف، يضم الأول مقاعد مخصصة للوزراء، فيما مقاعد الصفين الثاني والثالث خصصت ل (البرلمانيين/ التلاميذ)، الذين بدوا متحمسين لخوض غمار تجربة تقحمهم دواليب العمل البرلماني من بابه الواسع.

 

 وخصصت أشغال الجلسة الأولى لمحاكاة جلسة عمومية سابقة بمجلس النواب، تضمنت سؤالا محوريا حول “آثار وتداعيات الزلزال على قطاع التعليم بالمناطق المنكوبة بإقليم الحوز”، تكريما لهذه المنطقة التي عاشت محنة الزلزال.

 

 ووفق برنامج دقيق يحدد توقيت جلسة المحاكاة الذي دام قرابة عشرين دقيقة، أعلن رئيس الجلسة البرلمانية عن افتتاحها، طبقا لأحكام الفصل 100 من الدستور ومقتضيات النظام الداخلي، مؤكدا أن جدول أعمالها يتضمن ثلاثة أسئلة آنية في إطار وحدة الموضوع تتناول “آثار وتداعيات الزلزال على قطاع التعليم بإقليم الحوز والأقاليم المتضررة”.

 

وقبل الشروع في تناول الأسئلة المبرمجة في جدول أعمال هذه الجلسة، أعطى الرئيس الكلمة لأمين الجلسة لتلاوة المراسلات الواردة على المجلس، حيث أشار هذا الأخير إلى مشاريع القوانين التي توصل بها مكتب المجلس من رئيس الحكومة، إلى جانب مقترحات القوانين التي توصل بها من البرلمانيين، بالإضافة إلى توصله بآراء كل المؤسسات والهيئات التي توصل بها أيضا.

 

 

وختم أمين المجلس قراءته للمراسلات بالإشارة إلى عدد الأسئلة والأجوبة التي توصل بها المجلس خلال الأسبوع وهي 57 سؤالا شفويا و120 سؤالا كتابيا و50 جوابا على أسئلة كتابية فيما تم سحب 3 أسئلة شفوية.

 

 

مباشرة بعد ذلك، شرع رئيس الجلسة في إعلان انطلاق الاسئلة الشفوية والمدرجة في جدول الأعمال، بإعطاء الكلمة للبرلماني الأول، وذلك في حدود دقيقة و40 ثانية، لطرح السؤال على الوزير المعني، ثم إعطاء الكلمة للبرلماني الثاني في حدود 1 دقيقة و30 ثانية، والبرلماني الثالث في حدود 1 دقيقة و40 ثانية، فيما منح رئيس الجلسة الكلمة للوزير الوصي للرد على الأسئلة المطروحة، في حدود 9 دقائق.

إثر ذلك، ومحاكاة للجلسة العمومية، تم الانتقال إلى تقديم التعقيبات من طرف البرلمانيين الثلاثة، تلاها إعطاء الكلمة للوزير للرد على التعقيبات، ثم إعلان رئيس الجلسة عن استيفاء طرح جميع الأسئلة المبرمجة في جدول الأعمال، وشكر البرلمانيين على حسن مساهمتهم، قبل أن يرفع الجلسة.

وفي هذا السياق، قال يوسف فاتيحي وهو تلميذ بالسنة الثالثة إعدادي، لعب دور رئيس الجلسة، “لبينا دعوة الأساتذة الأفاضل والبرلمان لهذا التشخيص والتجربة الرائعة التي استفدنا منها كثيرا وسنستفيد منها أيضا في المرات المقبلة”.

وعلّق التلميذ فاتيحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على تجربة رئاسة الجلسة بالقول: “ستظل راسخة في الذاكرة، لأنها مكنتني من الاحتكاك عن كثب بالعمل السياسي”، معُربا عن أمله في المشاركة والاستفادة من أنشطة ومبادرات مماثلة.

من جهته، أبرز مدير التواصل والأنظمة المعلوماتية بمجلس النواب، عزيز المحب، في تصريح مماثل، أنها المرة الأولى التي يقدم فيها البرلمان على مبادرة من هذا النوع، مؤكدا على “أهمية مراميها التربوية والتحسيسية بالأدوار التي تنهض بها المؤسسة التشريعية وتقريب عملها من عموم المواطنين ولاسيما الفئات الشابة”.

واعتبر السيد عزيز المحب أن هذه التجربة التي تتزامن والاحتفال بالذكرى الستين لقيام البرلمان المغربي “تظل رائدة مقارنة بتجارب برلمانات دولية أخرى تقوم بمحاكاة الجلسات لكن بفضاء البرلمان الرئيسي”، موضحا أن ما يميز هذه المبادرة هو “انتقال البرلمان إلى فضاءات المعارض، مجسدا بذلك الانفتاح على جمهور الطلبة والناشئة وهي سابقة من نوعها لاقت إقبالا مهما”.

وأوضح أنه بتنسيق بين البرلمان ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تم اختيار تسع مؤسسات لتجربة محاكاة جلسة عمومية حدثت بالفعل في البرلمان، مبرزا أنه تمت الاستعانة بأرشيف البرلمان للعودة إلى مواضيع هذه الجلسات لتبسيطها بما يُيسر على التلاميذ تقمص الأدوار وهي دور رئيس الجلسة، الأمين، الوزير أو الوزراء والبرلمانيين.

ونوّه السيد المحب بالأداء المتميز للتلاميذ الشباب “الذين تفاعلوا مع موضوع زلزال الحوز بروح عالية لأنهم عاشوا هذه المحنة”، مضيفا أن تجربة المحاكاة هاته “تدخل في إطار الأدوار التي يضطلع بها البرلمان وتقريب عمله من مختلف فئات وشرائح المجتمع ، إلى جانب الاستثمار في الناشئة باعتباره استثمارا في المستقبل” والمساهمة في تلقينهم قيم المواطنة وحب الوطن”.

بدورها، أكدت رئيسة قسم الإعلام والتواصل بمجلس المستشارين، سعاد حمامي، في تصريح مماثل، أن هذه التجربة الأولى من نوعها بالنسبة لبرلمانات إفريقيا ككل، تطلبت شهرا من العمل والتنسيق بين أطر وكفاءات مجلسي البرلمان وأطر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لاختيار وتدريب التلاميذ الذين أبدوا رغبتهم الجامحة في خوض هذه المحاكاة بالنظر لتلقيهم درسا حول البرلمان في مادة التربية على المواطنة.

وسجلت السيدة حمامي أن “التلاميذ أقبلوا على هذه التجربة بكل شغف وأدّوا أدوارهم على أحسن ما يرام وبلغة فصيحة”، مشيرة إلى أن بعض البرلمانيين من التلاميذ المشاركين تدخلوا باللغة الأمازيغية على غرار ما يحدث في جلسات مجلسي البرلمان الناطق بالعربية والأمازيغية والذي يوفر أيضا الترجمة الفورية إلى الأمازيغية، إلى جانب لغة الإشارات التي تم توفيرها في جلسة المحاكاة “كتجربة فضلى للبرلمان الوحيد في شمال إفريقيا”.

ونوّهت السيدة حمامي بالإقبال الذي لقيته جلسة المحاكاة في اليوم الأول من فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب برواق البرلمان، مشيدة كذلك بحضور وتفاعل أطر وزارة التربية الوطنية خلال جلسة المحاكاة وأثناء الإعداد والتنسيق وتدريب التلاميذ.

من جانبها، سجّلت فاطمة لقرش وهي إطار بمديرية الحياة المدرسية بوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضية، نوعية وفرادة هذه التجربة التي تم تنفيذها بشراكة بين البرلمان والوزارة التي ساهمت في تأطير والإشراف على تدريب التلاميذ.

وقالت السيد لقرش، في تصريح مماثل، “انتقلنا لإقليم الحوز التابع للأكاديمية الجهوية لمراكش آسفي، وكذا إلى سبع أقاليم بجهة الرباط-سلا- القنيطرة من أجل تجسيد المحاكاة بالمؤسسات التعليمية ووضع سكريبت حقيقي لتدخلات البرلمانيين وتشكيلة المجلس والتعقيبات”، مضيفة أنه تم اختيار عشرين تلميذا لكل جلسة محاكاة.

ونوّهت السيدة لقرش بأداء تلاميذ منطقة الحوز في أول جلسة محاكاة شهدها رواق البرلمان بالمعرض، مشيدة بالتعاون اللوجستيكي والتقني مع أطر ومسؤولي البرلمان، ومعربة عن طموحها في استمرار هذه المبادرة مستقبلا.