جريدة

التنديد بجرائم الإبادة الجماعية وسط قطاع غزة يضع الإسرائيليين في عزلة

ميديا أونكيت 24

أ.ف.ب – أنطوان بواييه

 

السبت 1 يونيو 2024 – 15:00
يشعر الإسرائيليون بالعزلة وسط موجة الانتقادات التي تطالهم، ما بين تهديدات من المحاكم الدولية والتنديد بقصف أودى بالعشرات في مخيم للنازحين الفلسطينيين في رفح بجنوب قطاع غزة، وتظاهرات تعم الجامعات الغربية تأييدا للفلسطينيين.

 

 

 

 

كانت إسرائيل واثقة، بعد هجوم “حماس” غير المسبوق على أراضيها في السابع من أكتوبر 2023، من أنها ستحصل على دعم ثابت من حلفائها، كما من قسم كبير من الرأي العام الدولي؛ غير أن التعاطف معها تراجع على وقع استمرار قصفها المدمر لقطاع غزة.

 

 

 

 

 

 

وأثارت ضربة إسرائيلية في 26 ماي الماضي على رفح، أقصى جنوب القطاع، أودت بحياة 45 شخصا في مخيم للنازحين حسب وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس”، حملة تنديد عمت العالم من إسطنبول إلى بكين ومن واشنطن إلى باريس.

 

 

 

 

 

 

وردا على هذه الضربة، تداول أكثر من 47 مليون حساب عبر العالم على “إنستغرام” صورة ولّدها الذكاء الاصطناعي وتحمل شعار “كل العيون على رفح”، الذي بات وسما منتشرا على الموقع.

 

 

 

 

 

وقالت ناتالي الفرنسية الإسرائيلية، طالبة عدم كشف كنيتها، “إنها مأساة للجميع”، مشيرة كذلك إلى مصير المدنيين الفلسطينيين.

 

 

وأضافت المرأة الخمسينية: “بما أن الجميع متصل بالإنترنيت فإننا نرى ما يجري، نشعر بأننا مكروهون فعليا من الجانبين”.

 

 

 

وتابعت: “نشعر بأننا متهمون بأننا مستعمرون وإمبرياليون؛ في حين أننا نرى أنفسنا لاجئين”، حسب تعبيرها.

 

 

 

العالم يدين إسرائيل

 

داليا شيندلين، المحللة السياسية العاملة في تل أبيب، لفتت الانتباه إلى أن “الإسرائيليين يعتبرون الرد على هجوم حماس بمثابة صراع وجودي”.

 

 

 

وفي محاولة للتعبير عن الشعور السائد في إسرائيل، تصف شيندلين “معاناة مشروعة” للإسرائيليين الذين ما زالوا تحت وطأة “صدمة 7 أكتوبر”، مبدية في الوقت نفسه أسفا “للأعمال المدمرة وغير المقبولة” ضد المدنيين في قطاع غزة.

 

 

 

وقالت الباحثة إن الإسرائيليين “يعتقدون أن العالم ضد إسرائيل. يعتقدون أن العديد من الهيئات والدول معادية للسامية، وأن هناك ازدواجية في المعايير”، على حد قولها.

 

 

 

وأضافت شيندلين أن “رؤية إسرائيل متّهمة من محكمتين دوليتين بارزتين بأسوأ الجرائم في العالم، التي يعتقد الإسرائيليون أنها ارتُكبت بحقهم وحدهم، أمر يصعب جدا عليهم تقبله”.

 

 

وأمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف هجومها على مدينة رفح، في حكم صدر إثر رفع جنوب إفريقيا شكوى إلى الهيئة القضائية العليا في الأمم المتحدة؛ متهمة إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية”.

 

 

 

وطلب كريم خان، المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية، إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين؛ في طليعتهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.

مبررات واهية
أوضحت الباحثة ذاتها، المتخصصة في استطلاعات الرأي السياسية في إسرائيل، أن الإسرائيليين يرون أن هجوم “حماس” “يفترض أن يبرر كل ما تفعله إسرائيل”.

 

 

 

 

ويمكن رؤية صور الرهائن المفترض تواجدهم في قطاع غزة، حاليا، معلقة في كل مكان في إسرائيل، منذ الوصول إلى مطار تل أبيب وحتى الخروج في شوارع المدينة.

 

 

 

 

وردا على صورة “كل العيون على رفح”، نظّمت في إسرائيل حملة مضادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صورة مركبة لوجوه الرهائن يعترضها شعار “إن كانت عيونكم على رفح ساعدونا في العثور على الرهائن”.

 

 

 

وأظهر استطلاع للرأي، أجراه معهد “بيو ريسيرتش سنتر” قبل قصف مخيم النازحين في 26 ماي الماضي، أن 40 في المائة من الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن سلطاتهم ستحقق “بلا أي شكّ” كل أهدافها الحربية ضد “حماس”.

 

 

 

 

وحسب الاستطلاع فإن 4 في المائة فقط من الإسرائيليين كانوا يعتقدون أن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة ذهب “أبعد مما ينبغي”.

 

 

 

 

وفي القدس ترى أني ديكبيكيان، الأرمنية المولودة في المدينة، أن “الحرب زادت الكراهية من الجانبين”، وأضافت: “هذا له وقع علينا، وأتكلم بصفتي مسيحية، متمنية عودة السلام والمحبة والاحترام”.