في برشيد فقط، يصبح كل شيء ممكنًا. في هذه المدينة، لا يعتبر الشغف أو الرياضة أو احتياجات الشباب أو وجود مرافق تتيح للسكان ممارسة هواياتهم أمرًا ذا أهمية. فطالما أن المشروع يحقق أرباحًا كبيرة، لا شيء آخر يهم.
يحدث هذا في عهد الاستقلالي طارق القادري، و الذي منذ توليه رئاسة جماعة برشيد، تدهور حال الأخيرة و تحولت المدينة التي كانت مضرب مثل وطنيا في النظافة و المساحات الخضراء و الشوارع الجميلة إلى مدينة و كأنها خارجة لتوها من حرب أهلية.
مناسبة هذا الكلام، هو إزالة ملعب كرة قدم، كان يعتبر من المتنفسات القليلة التي يسمح لشباب المدينة بممارسة رياضتهم المفضلة بها، ليتقرر بين ليلة و ضحاها تحويل الملعب لمشروع تجاري عبارة عن مطعم “ماكدونالدز”.
و استفاق سكان برشيد صباح يوم ليس ببعيد على وقع آليات و جرافات و عمال بناء، بملعب كرة القدم بفضاء “المنتزه” بمدخل برشيد عبر الطريق السيار، حيث تم إزالة الملعب في مدة وجيزة و نبت مكانه مطعم علامة “ماكدو”.
و لم يستسغ عدد من سكان برشيد، الكيفية و الظروف المثيرة للجدل التي تم من خلالها تخصيص مساحة عمومية كانت تستغل كملعب لكرة القدم و تفويتها إلى صاحب مشروع تجاري خاص.
و طالب عدد من سكان المدينة بضرورة حلول لجنة تفتيش مركزية من وزارة الداخلية للتحقيق في هذا الملف، خاصة في ظل المعطيات التي تلوكها ألسنة الساكنة و تفضيل رئيس جماعة برشيد سياسة الهروب للأمام و التواري عن الأنظار إذ لم يعد يظهر له أثر بالمدينة منذ فترة، بل حتى الأنشطة الرسمية التي تحضر فيها الكاميرات و كان يحرص على التواجد في صفوفها الأولى لم يعد يظهر له وجود بها في الآونة الأخيرة لأسباب تظل مبهمة.