كتاب “جهود المغرب من أجل نمو أكثر قوة وشمولا” يقدم لمحة عامة عن التقدم الذي أحرزه الاقتصاد الوطني
ويسلط هذا الإصدار، الذي تم تقديمه بمناسبة الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين، المنعقدة ما بين 9 و15 أكتوبر الجاري بمراكش، الضوء على برنامج التحديث الاقتصادي في الفترة المقبلة بالمملكة.
وهكذا، يبرز الكتاب، فقد حقق المغرب، خلال العقود الثلاثة الماضية، تقدما ملحوظا في مجال الاستقرار والتنمية الاقتصاديين.
وأوضح مؤلفا الكتاب أن هذه الفترة اتسمت باستقرار اقتصادي كبير وتقدم مطرد في تحسين مستويات المعيشة. وقد تم تحقيق هذين الأمرين بفضل نهج مقاربة متحفظة على مستوى سياسة المالية العامة، وبرنامج فعال للاستثمارات العامة أدى إلى تحسين البنية التحية للبلاد، فضلا عن سلسلة من الإصلاحات.
وقد نتج عن هذه الإصلاحات تحديث السياسة النقدية وأطر الرقابة المالية، وفتح البلاد أمام التجارة الدولية، وجذب المستثمرين الأجانب، وكذا تعزيز حكامة الإدارة العامة تدريجيا.
وبالتالي، فإنه ليس من قبيل الصدفة أن يحصل المغرب، بفضل هذا التقدم واعترافا بكفاءة مؤسساته الاقتصادية، سنة 2023 على خط ائتمان مرن مع صندوق النقد الدولي، وهو خط ائتمان وقائي يخصص للبلدان التي لديها سياسات وأطر مؤسساتية قوية للغاية.
وبحسب الإصدار، فإن تاريخ المغرب غني بالدروس للعديد من البلدان النامية التي لا تزال تسعى جاهدة لبناء أسس استقرار اقتصادها الكلي، دون أن ننسى أن سلسلة الإصلاحات التي شرعت البلاد في تنفيذها يمكن أن تلهم أيضا جميع البلدان التي ترغب في تعزيز نموها وجعله أكثر شمولا.
وينقسم الكتاب إلى أربعة أجزاء تشمل مواضيع “المغرب: الإصلاحات السابقة وبرنامج التغيير”، و”تعزيز قدرة الاقتصاد الكلي على الصمود”، و”تحقيق اقتصاد أكثر إنتاجية وتنوعا”، وكذا “تعزيز الشمول”.
وفي توطئة الكتاب، كتبت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، أن هذا الإصدار يستكشف العوامل الكامنة وراء قدرة المغرب على الصمود، ويسلط الضوء على الإصلاحات العديدة التي تم إطلاقها منذ عدة عقود، بما في ذلك فتح البلاد أمام التجارة الدولية، والاستثمار في البنية التحتية الأساسية، والحد من الدعم غير الموجه، وتعزيز استقلالية البنك المركزي، ووضع إطار قوي للرقابة المالية، وتحديث الحكامة في القطاعين العام والخاص.
من جهته، أشار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في توطئة الإصدار، إلى أن هذا المؤلف يبرز الإنجازات التي تحققت تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، دون إغفال حجم التحديات التي يتعين رفعها.
وأشار الكتاب، الذي يعد نتاج تعاون بين عدد من خبراء الاقتصاد من صندوق النقد الدولي والبنك والدولي ونظرائهم المغاربة، إلى أنه “من خلال وضع التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته المملكة في الآونة الاخيرة في منظوره الصحيح، فإن هذا الكتاب يشهد على تنامي قوة إفريقيا”.