جريدة

الطالبى العلمي بموريتانيا لتسريع أعتراف موريتاني بمغربية الصحراء .

 

 

 من المرتقب أن يحل  رئيس مجلس النواب، رشيد الطالبي العلمي، العاصمة الموريتانية بدعوة موجهة له من رئيس مجلس النواب الموريتاني  ، محمد بمب ولد مكت، وفق ماأوردته   وسائل إعلام في الجارة الجنوبية للمملكة، وهو ما يبرز مرة أخرى أن “البرلمان صار له دور للقيام به، يتعلّق بتأهيل ورش الأطلسي”، المعلن من طرف المغرب، الذي يتميز بـ”نوع من السخاء السياسي”، وفق وصف محللين، نظرا لكونه ينفتح على بلدان الساحل البعيدة.

 

 

هذا الدور الذي تحاول المؤسسة التشريعية تكريسه باعتماد “الدّيبلوماسية البرلمانية” لاستئناف انخراط نواكشوط في هذا المشروع السياسي الإقليمي، يكشف “أهمية موريتانيا باعتبارها بلدا سيكون دوره حاسما في إنجاح هذه المبادرة الأطلسية”. لكن التحليلات الأكاديمية ذهبت أبعد من ذلك، معتبرة أن “دخول موريتانيا هذا الورش له أهمية كبيرة أيضا في الاعتراف علانية وصراحة بمغربية الصحراء، لكون نواكشوط ستتأكد أن مصالحها اقتصاديا وتنمويا حاضرة في هذا المشروع المغربي”.

 

 

 

الأكاديمي المحلل السياسي عبد الحفيظ أدمينو قال إن “الديبلوماسية البرلمانية التي يوظفها البرلمان المغربي، من خلال رئيسه، مع موريتانيا لها دور أساسي في خدمة توجه المغرب نحو بلدان الأطلسي”، مشددا على أن “أهميتها تظهر من خلال قدرة المؤسسة الدستورية الثانية، سواء في المغرب أو موريتانيا، من حيث تأثيرها على توجيه البرلمانيين؛ فنحن نعرف أن هذه الزيارة من شأنها أن تقرب الفاعلين في الجارة الجنوبية للمملكة من هذا المشروع وأو

 

 

وأوضح أدمينو، أستاذ القانون بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “المدخل النيابي والبرلماني لا يمكن الاستهانة بمفعوله سياسيا وديبلوماسيّا، فهو يمكن أن يكون مهما للترويج والتعريف بالمبادرة الأطلسية وأثرها في النهوض بالمصالح المشتركة للبلدين”، مؤكدا أن “التواصل حين يتم انطلاقا من المدخل البرلماني، فهو يعزز قنوات التواصل التي تتم عادة على أعلى مستوى أو من طرف الحكومة، وتحديدا وزارة الخارجية، فالمؤسسة التشريعية لها أهميتها أيضا من حيث التعبئة وتوجيه صناع القرار نحو عدد من القرارات”.

 

 

وتابع المتحدّث شارحا: “لاحظنا كيف لعب البرلمان دوراً مفصليّا على مستوى أمريكا اللاتينية في الخروج بتصور ديبلوماسي مقبول لدى المغرب في ما يخصّ القضية الوطنية والوحدة الترابية”، خالصاً إلى أن “موريتانيا تتّجه الآن بتدرّج نحو الخروج بموقف صريح تجاه نزاع الصّحراء المفتعل؛ لأن حالة هذا البلد مختلفة، نظرا لكونه يقع على حدود المغرب والجزائر، لكن له روابط كثيرة مع المغرب ستفضي بتدرج إلى إعلان دعم مغربية الصحراء، والمغرب يتفهم هذا الوضع جيداً ويشتغل عليه ديبلوماسيّا”.

شريفة لموير، محللة سياسية، قالت إن “زيارة العلمي المرتقبة تثبت مرة أخرى أن الدبلوماسية البرلمانية تضطلع بأدوار كبرى أولا في الدفاع عن المصالح القومية للبلاد وتعزيز العلاقات الخارجية للمغرب، سواء في إطار اللجان البرلمانية المشتركة أو في إطار المنظمات البرلمانية الإقليمية”، مشيرة إلى أن “التجارب المقارنة بينت أن المؤسسات التشريعية لعبت في بعض الأحيان وفي بعض الأزمات الإقليمية والدولية أدوارا مهمة في حلحلة هذه النزاعات، وفي إطلاق شراكات موسعة”.

 

 

وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول أهمية الدبلوماسية البرلمانية ودبلوماسية الزيارات الاقتصادية، أوضحت المتحدثة أن “انفتاح البرلمان المغربي ورجال الأعمال المغاربة على نظرائهم الموريتانيين من شأنه أولا إيجاد أرضية مشتركة لإطلاق مشاريع اقتصادية ضخمة وتشبيك العلاقات التجارية والسياسية ما بين البلدين، وبالتالي المساهمة في تشكيل مجموعة موريتانية ترى أن مصالحها مع المغرب وتضغط على حكومة بلادها في اتجاه الخروج بهكذا موقف”.

 

 

 

 

 

ولفتت لموير إلى أن “المشاريع التي أطلقها المغرب، آخرها المبادرة الأطلسية، وسياسته الإفريقية التي تبلورت بشكل جلي منذ عودة الرباط إلى الاتحاد الإفريقي، ثم سياسة جنوب-جنوب التي كرسها الدستور المغربي في تصديره كواحد من ضمن أهم الاختيارات الاستراتيجية للدولة المغربية، كلها عوامل يجب على البرلمانيين وكذا رجال الأعمال وكل المتدخلين في المنظومة السياسية والاقتصادية والبرلمانية المساهمة أولا في التعريف بها على الصعيد القاري، وتعزيز التواصل مع جميع الدول من أجل مواكبة تنزيل هذه المشاريع”.