مغاربة غزة متخوفون بعد الهجوم الاسرائيلي على رفح .
بات المغاربة العالقين في غزة متخوفون بعد صدور انباء عن خطط إسرائيلية تتمحزر جول العدو الصهيوني نقل موقع معبر رفح، فيما أعلن جيش تل أبيب تنفيذ عملية عسكرية يوم أمس الأحد لإنقاذ الرهائن، وأمام كل هذا يتخوف العالقون من “عرقلة عملية إجلائهم”.
وأكد مجموعة من المغاربة القابعين قرب معبر رفح لهسبريس “تأزم الوضع خلال الأيام الأخيرة، بفعل التهديدات الإسرائيلية، ومن جهة أخرى استمرار تأخر مرور الدفعة الخامسة”.
وتحول معبر رفح إلى “حلبة اتهامات” بين تل أبيب والقاهرة، التي رفضت عبر مصادر مسؤولة في الإعلام الرسمي “خطط نقل المعبر ليكون قريبا من معبر كرم أبو سالم”، فيما نفت تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بكونها “السبب في إغلاق المعبر وليس إسرائيل”.
وبعد العملية العسكرية الإسرائيلية يوم أمس تساءلت تقارير متطابقة عما إن كانت تل أبيب “بدأت بالفعل خططها لاجتياح مدينة رفح، خاصة أنها في قفص اتهامات الإعلام العبري باحتواء أفراد من حماس داخل الأنفاق”.
وكانت السلطات المغربية نجحت بـ”شق الأنفس” في تمرير الدفعة الرابعة من العالقين أول هذا الشهر، إذ كانت تنتظر الرد المصري. ومع تصاعد التهديدات الأخيرة بالمدينة الجنوبية لقطاع غزة يراقب من تبقى من المغاربة العالقين مصيرهم بكثير من التخوف.
عبادة المقوسي، أحد المغاربة العالقين في المعبر، قال: “الوضع يزداد سوءا يوما بعد يوم، ونحن في الأيام الأخيرة وسط خطر حقيقي يهددنا في كل دقيقة”.
وأضاف المقوسي ضمن تصريح لهسبريس أن “العالقين هنا يشتكون من غياب التواصل من قبل القنوات المغربية، إذ أرسلوا لها جوازاتهم منذ اليوم الخامس من الحرب، وإلى حدود اللحظة لم يتلقوا أي رد”.
وبين المغربي العالق في معبر رفح أنه وأفراد عائلته “نزحوا من شمال غرب غزة منذ أول يوم في الحرب نحو معبر رفح”، مردفا: “خلال هاته الرحلة شاهدنا الموت الحقيقي، وعانينا من الجوع والبرد الشديدين”.
واشتكى المتحدث ذاته من “الوضع المادي المتردي، فلولا بعض المدخرات لما نجح مع عائلته في البقاء أحياء طيلة هاته الفترة”، موردا أن ما يصعب الوضع أكثر هو والده المريض بالقلب، إذ لا يستطيع توفير الدواء له.
ويؤكد المقوسي أنه يتواصل شخصيا بشكل يومي مع السفارة المغربية برام الله، ويتلقى الجواب نفسه منذ اليوم الخامس من الحرب، وهو: “مرحبا لقد قمنا بإرسال أسمائكم وننتظر رد الجانب المعني”.
ويتمنى العالق الذي يحمل الجنسية المغربية أن يتم التعجيل بترحيلهم، خاصة أن الوضع أصبح الأيام الأخيرة في مدينة رفح عموما خطيرا للغاية، ويهدد بمقتلهم في أي لحظة، على حد قوله.
هذا الأمر أكده مغربي آخر عالق رفقة عائلته قرب المعبر، إذ قال: “التهديدات الإسرائيلية على مدينة رفح، والمعبر خصوصا، تثير مخاوفنا من احتمال عرقلة عملية الإجلاء”.
وأضاف المتحدث ذاته لهسبريس، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أنه وأفراد عائلته “منذ شهر أكتوبر وهم مسجلون في موقع السفارة المغربية برام الله، وفي الشق الخاص بطالبي اللجوء، كما يقومون بالتواصل معها بشكل يومي لكن الإجابة لم تتغير”.
وأوضح المغربي العالق أن “الكشوفات الخاصة بأصحاب الجنسية المغربية تخرج مرة في الشهر عكس الجنسيات الأخرى التي تخرج كشوفاتها كل أسبوع”، مشيرا إلى “وصول المندوب المغربي إلى المعبر كل شهر، حيث يحرص على مرور الأطفال والنساء أولا وبدون كشوفات، ثم يخبر البقية بالانتظار”.
وتابع المتحدث ذاته: “الأمر أصبح واضحا في مسألة التواصل مع الجهات المغربية، فعندما نتواصل مع سفارة الرباط في القاهرة يخبروننا بأن الجواب لدى سفارة المملكة برام الله، وعند التواصل مع الأخيرة تعطينا الجواب نفسه منذ بداية الحرب”.
وأجمل المصدر عينه قائلا: “الوضع صعب، والقصف نسمعه في رفح، ونطالب بتعجيل إجلائنا قبل أن ينتهي هذا المعبر، وتعرقل حينها عملية عبورنا”