تقرير للمعهد البريطاني للتجارة يسلط سبل تطوير الشراكة مع المغرب .
وشكلت الفرص التي توفرها المملكتان موضوع تقرير المعهد البريطاني للتجارة الحرة، الذي قدم بمجلس اللوردات البريطاني، بحضور جمع من القادة السياسيين المسؤولين عن الاستثمار ورجال الأعمال والدبلوماسيين.
وقال وزير الدولة البريطاني لشؤون الاستثمار، اللورد دومينيك جونسون، في افتتاح هذا الحدث، إن “المغرب والمملكة المتحدة بلدان يتقاسمان نفس المبادئ الاقتصادية وهما متكاملان من الناحية التجارية”.
وأكد أن المغرب يحتل موقع الاقتصاد الرائد في شمال إفريقيا من حيث مؤهلات الاستثمار، خاصة في قطاعي الفلاحة والطاقة المتجددة، معربا عن رغبته في العمل من أجل تعزيز الشراكة الممتدة لقرون بين المملكتين.
من جانبه، تحدث رئيس المعهد، دانييل حنان، عن الطريقة “الاستثنائية” التي نجح بها المغرب في التحول بحزم إلى اقتصاد عالمي حديث ومندمج، وخاصة تطور البنية التحتية للبلاد، التي وقف عليها بشكل مباشر أثناء إعداد هذا التقرير.
وأشار عضو مجلس اللوردات، إلى أن المملكة قامت، بالقرب من طنجة، ببناء ميناء حديث للغاية، هو الأكبر، ليس في إفريقيا فحسب، بل أيضا في البحر الأبيض المتوسط، بينما تتوفر منطقة الدار البيضاء على مركز للطيران يزود غالبية أوروبا اليوم.
واقترح المعهد سلسلة من التوصيات الرامية إلى تحسين التبادل التجاري بين المملكة المتحدة والمغرب، مع التركيز على التدابير التي يمكن اتخاذها على الفور، دون الحاجة إلى مفاوضات كاملة حول اتفاقية التجارة، حسبما أوضح رئيس المعهد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء.
من جانبه، قال المبعوث التجاري الخاص للمغرب، روب بتلر، إنه “متحمس للغاية” لآفاق إنعاش التجارة بين المغرب والمملكة المتحدة، مؤكدا أنها “في غاية الأهمية” بالفعل وأن البلدين يرتبطان “بعلاقات قوية للغاية”.
وأضاف في تصريح مماثل أن اتفاق الشراكة الذي أبرمته لندن والرباط يشكل “نقطة انطلاق ممتازة”، لكنه أكد أن البلدين “بإمكانهما القيام بالمزيد معا”.
وأكد أن الحكومتين والمقاولات تظهر “ديناميكية حقيقية، ونحن نتطلع إلى اغتنام هذه الفرص في الأشهر المقبلة”.
من جهتها، أشادت رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية-المغربية، هيذر ويلر، بدينامية التبادلات البرلمانية التي ميزت السنتين الأخيرتين، مذكرة بأنها قامت بزيارة إلى مدينة الداخلة، حيث يجري العمل على مشروع ميناء كبير، من المؤكد أنه سيعزز التجارة بين البلدين.
وأضافت: “المهم للغاية في العلاقات التي لدينا اليوم مع المغرب هو الانفتاح على الأعمال”.
أما محرر التقرير، شانكر سينغهام، فأشار إلى أن “المغرب ليس منصة لوجستية فائقة فحسب، بل أيضا وجهة استثمارية مهمة للغاية، خاصة في مجال الطاقة الكهربائية والهيدروجين والسيارات”.
وأوضح أن المغرب، بفضل موقعه الجيوستراتيجي الفريد، يعد مفترق طرق أساسيا، مما يتيح إمكانية تنويع طرق التجارة وتقليل الاعتماد المفرط على طرق أخرى محفوفة بالمخاطر الجيوسياسية، داعيا إلى اتفاقية شراكة محسنة بين المملكة المتحدة والمغرب.
وحضر هذا الحدث سفير المغرب بالمملكة المتحدة، حكيم الحجوي، بالإضافة إلى نواب وأكاديميين ورجال أعمال من البلدين.