جريدة

فاطمة المساعدي متال للمرأة المناظلة للدفاع عن الأشخاص في وظعية أعاقة .

 بعزيمة وإرادة قوية، تحدت فاطمة المساعدي كل العقبات لتجعل من معاناتها جراء إعاقتها الحركية، حافزا لخوض معركة طويلة الأمد لفائدة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

ولأجل ذلك، انخرطت السيدة فاطمة في العمل الجمعوي في وقت مبكر جدا، حيث انضمت إلى جمعية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة بمدينة العيون، منذ أزيد من ثلاثة عقود، لتصبح رئيستها سنة 2011.

وعملت فاطمة المساعدي، المزدادة بمدينة السمارة قبل أن تستقر بمدينة العيون، على مواجهة الإكراهات والمعيقات التي واجهتها، ولاسيما الصور النمطية عن الأشخاص في وضعية إعاقة، وتسلحت بالعزيمة ونكران الذات من أجل ترسيخ ثقافة حقوق هذه الفئة من المجتمع على المستويين الجهوي والوطني.

وتتويجا لمشوارها الطويل في مجال العمل التطوعي والجمعوي، حصلت هذه المناضلة، خلال شهر دجنبر الماضي، على جائزة المجتمع المدني لسنة 2023، في فئة الشخصيات المدنية.

وفي حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة (8 مارس)، أبرزت السيدة المساعدي أن “هذا التتويج يشكل حافزا لبذل المزيد من الجهود لفائدة الأشخاص ذوي الإعاقة، من أجل إدماجهم في النسيج الاجتماعي”، مشيرة إلى أن الهدف الأساسي الذي تسعى لتحقيقه هو دعم هذه الفئة من المجتمع، وخاصة الأطفال، من أجل تمكينهم من الانخراط والاندماج في الحياة العامة.

ومتسلحة بما راكمته من تجارب ومهارات وخبرات مهنية وجمعوية مدنية وحقوقية، لا تتوانى السيدة المساعدي عن الترافع أمام جميع الهيئات، دفاعا عن حقوق هذه الشريحة، من أجل دمج البعد المتعلق بالإعاقة في السياسات العامة، وتكوين الفاعلين الاجتماعيين في مجال التعليم الدامج ، وإشراك هذه الفئة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.

وتشرف السيدة المساعدي منذ عام 2004 على تدبير “المركز الاجتماعي والتربوي امباركة الزروالي”، الذي تم إحداثه داخل جمعية دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، بهدف تقديم الخدمات الخاصة للأطفال واليافعين الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد والإعاقات الحركية أو الحسية أو العقلية أو النفسية، إلى جانب تمكينهم من تعزيز مهاراتهم في القراءة والكتابة والتواصل.

وأوضحت السيدة المساعدي، أن هذا المركز، الذي يستقبل حوالي 80 طفلا ويافعا من ذوي الإعاقة ينحدرون من أسر فقيرة، يهدف إلى إشراك الأطفال ذوي الإعاقة في الحياة الاجتماعية والمهنية، من أجل تمكينهم من العيش بكرامة.

وأضافت أن هذا المركز يساهم في تعزيز استقلالية المستفيدين واندماجهم في المجتمع، كما يقدم العديد من الخدمات المتنوعة بالمجان، تشمل على الخصوص الخدمات الطبية، بالإضافة إلى التعليم المتخصص والأنشطة الترفيهية، وكذا المواكبة الاجتماعية والإرشاد الأسري.

وبخصوص السياسات والبرامج العمومية المتعلقة بالإعاقة، أكدت السيدة المساعدي على ضرورة تحسيس مختلف الفاعلين المحليين والشركاء بإشكالية الولوجيات، والعمل على إدماج البعد المتعلق بالإعاقة ضمن البرامج والمشاريع التنموية على مستوى جهة العيون- الساقية الحمراء.

وتتولى السيدة المساعدي حاليا رئاسة أو عضوية العديد من المنظمات الحقوقية أو الهيئات المنتخبة أو اللجان الجهوية المتخصصة في هذا المجال، حيث تسهر على تقديم العديد من المقترحات والتوصيات لصناع القرار، والفاعلين المؤسساتيين، ولها رصيد هام من المشاركات على المستويين الجهوي والوطني.

وتؤكد هذه الفاعلة الجمعوية أنه بفضل دعم أسرتها، تمكنت من تجاوز كل المعيقات، من تقاليد وعادات، وميز وإقصاء، نتيجة الصورة النمطية السلبية السائدة عن الفتاة في وضعية إعاقة، وانخرطت في مبادرات تكوينية وتأهيلية مكنتها من اكتساب العديد من الكفايات والمهارات، وجعلت منها فاعلة جمعوية مؤثرة في مجال مناهضة أشكال التهميش والإقصاء والعنف المبني على الإعاقة أو النوع الاجتماعي.

بعد ما يقرب من 43 سنة من العمل والتفاني في خدمة الأشخاص في وضعية إعاقة، تبدو السيدة فاطمة المساعدي عازمة أكثر من أي وقت مضى على تعزيز مشاركة هذه الفئة في الحياة العامة، وخاصة النساء في وضعية إعاقة.