جريدة

مطالب بفرض حالة الطوارئ الصحية بسبب تفشي داء الحصبة

ميديا أونكيت 24

في وقت تشهد فيه حالات الإصابة بفيروس الحصبة في المغرب ارتفاعاً ملحوظاً، حيث وصلت إلى 25 ألف حالة، بالإضافة إلى وفاة 120 طفلاً، تواجه وزارة الصحة والحماية الاجتماعية انتقادات واسعة بسبب عدم اتخاذ تدابير وقائية مبكرة، رغم التحذيرات التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية منذ عام 2023.

وشدد خبراء وأطباء على أهمية التلقيح كحل أساسي للحد من انتشار الفيروس، ودعوا إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية وتفعيل استراتيجية مشتركة تشمل وزارات الصحة، التعليم، والداخلية. كما دعت الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة إلى تعزيز جهود التلقيح ومكافحة سوء التغذية لحماية الأطفال من هذا الوباء.

وتحدثت الشبكة الحقوقية عن “فشل وزارة الصحة” في اتخاذ تدابير استباقية لمكافحة فيروس الحصبة بعد التحذيرات التي تلقتها منذ 2023، مما أدى إلى زيادة انتشار الفيروس وفقدان العديد من الأطفال لأرواحهم. وأكدت الشبكة أن على الحكومة إعلان حالة الطوارئ الصحية، وتفعيل لجنة مشتركة بين وزارة الصحة، مديرية الأوبئة، ووزارات الداخلية والتعليم، مع ضرورة تنفيذ استراتيجية منسقة لمواجهة هذا الوباء.

في هذا السياق، أشار مولاي سعيد عفيف، اختصاصي طب الأطفال وعضو اللجنة العلمية للتلقيح ضد “كوفيد 19″، إلى أن اللقاح هو الحل الوحيد للتصدي للفيروس، مشيراً إلى أن التغطية بالتلقيح في السنوات السابقة كانت تفوق 95%، وهو ما جعل انتشار الحصبة محدوداً، بينما شهدت السنوات الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في نسب التلقيح، ما ساهم في تفشي المرض.

وأضاف عفيف أن سرعة انتشار الحصبة تشكل خطراً كبيراً، حيث يمكن أن ينقل شخص واحد العدوى إلى أكثر من 12 شخصاً. كما أطلقت وزارة الصحة حملة استدراكية لتوسيع التغطية بالتلقيح، مع مشاركة مختلف الأطراف مثل وزارة الداخلية ووزارة التربية الوطنية.

من جهته، أكد علي لطفي، رئيس الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة، على أن الحكومة لم تتخذ أي إجراء فعّال رغم تزايد عدد الوفيات بسبب الحصبة، مطالباً بتفعيل اللجنة المشتركة بين عدة قطاعات حكومية لمكافحة هذه الأزمة الصحية. وأشار إلى غياب المعطيات الدقيقة التي تساعد على وضع استراتيجية وطنية فعالة لمكافحة الفيروس.

كما أضاف أن الحصبة تمثل تهديداً خطيراً للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والفقر، حيث تؤكد الدراسات أن سوء التغذية يزيد من مضاعفات المرض، وقد يؤدي إلى العجز أو فقدان البصر أو حتى الوفاة. وأوصى بضرورة اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، فضلاً عن تناول مكملات الفيتامينات مثل فيتامين “أ” و “د”، والتي تلعب دوراً أساسياً في تعزيز مناعة الجسم والحفاظ على صحة الأطفال.