جريدة

الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب لهذه السنة طموح كبير ومشاكل تنظيمية قاتلة

يبدو أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب والذي تحتضنه مدينة مكناس هذه السنة والذي تشارك فيه حوالي 65 دولة من مختلف بقاع العالم تعتريه العديد من المشاكل والأزمات التنظيمية.

يحمل الملتقى هذه السنة شعار “الجيل الأخضر لأجل سيادة غذائية مستدامة” والذي افتتحه كل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش ووزير الفلاحة، محمد الصديقي، بعد انقطاع دام لثلاث سنوات بسبب تداعيات الجائحة، والذي يستضيف المملكة المتحدة كضيف شرف بين عشرة أقطاب مختلفة، تتمثل في قطب الجهات وقطب المؤسسات والجهات الداعمة والقطب الدولي، إضافة إلى قطب المنتجات وقطب اللوازم والأدوات الفلاحية وكذا قطب المنتوجات المحلية وقطب الآلات الزراعية دون إغفال قطب الطبيعة والحياة وقطب تربية المواشي وقطب المزودين.

صحيح ونحن كصحفيين وإعلاميين نفتخر أن بلدنا المغرب ينظم في كل سنة ملتقى دوليا هو الأكبر في القارة الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. فبفضل مبادرات جلالته الداعمة لقطاع الفلاحة التي تجسد إرادة جلالته الحازمة في جعل الفلاحة الوطنية رافعة للتنمية ببعد إنساني كبير، لاسيما في ظل ظروف مناخية وفلاحية خاصة من خلال الاستراتيجية الفلاحية للمملكة التي أطلقها جلالة الملك في فبراير 2020 من أجل تعزيز مكتسبات مخطط المغرب الأخضر، وكذا في إطار التنزيل الأمثل لـ “الجيل الأخضر 2020-2030.

فالملاحظ البارحة في افتتاح المعرض الدولي للفلاحة بمدينة مكناس ضعف كبير من الناحية التنظيمية، وخاصة في العلاقة مع الإعلام، فقد دُهشنا نحن كإعلاميين ذهبنا في مهمة رسمية لتغطية حفل افتتاح المعرض من اللامبالاة والتعالي الذي خصتنا به المسؤولة عن الإعلام في المعرض المسماة “نبيلة مسبيح” المسؤولة عن تدبير قطاع التواصل والإعلام بالمعرض والتي أهانت فيه الصحافة والصحفيين بدءا من الدخول إذ منعتنا من الدخول للتغطية ونقل مجريات الافتتاح ما يضرب مكتسبات دستور 2011 عرض الحائط، الذي ينص على الحق في الحصول على المعلومة. فعندما طلبنا منها شارة الدخول وبكوننا منابر إعلامية وطنية تأخذ على عاتقها نقل المعلومة للمواطن خدمة لهذا الوطن العزيز في التزام تام مع ما جاء به دستور المملكة لسنة 2011، وبكوننا كذلك قدمنا الطلب للوزارة جوبهت كل مطالبنا بالرفض والتعالي وعدم الاحترام معللة كلامها بأنها لا تعترف بالوزارة ولا تهتم بالصحافة، الأمر الذي يجعلنا نطرح الكثير من علامات الاستفهام حول سوء التنظيم وكيف يحرص المنظمون على توظيف مسؤولة عن تدبير قطاع التواصل والإعلام وهي لا تعرف حتى أبجديات التواصل التي ندرسها في الجامعات والمعاهد فضلا عن أن تكون مسؤولة في ملتقى دولي.

صرنا نتساءل كيف لهذا المعرض الذي يحضى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة حفظه الله وأيده، والذي يحضى بإشعاع دولي كبير أن يحرص المنظمون على توظيف مسؤولة إعلامية تهين الإعلام والإعلاميين وتستفزهم ضاربة عرض الحائط الخطب الملكية السامية والداعية لمساعدة الصحفيين والصحفيات كما قال جلالته في خطبته السامية الموجهة إلى أسرة الصحافة والإعلام بمناسبة اليوم الوطني للإعلام (15/11/2002) حين قال جلالته: “فإننا ندعو حكومتنا أن تنكب في أقرب الآجال وبتشاور مع المنظمات المهنية للقطاع على دراسة الإجراءات التي من شأنها الارتقاء بصحافتنا إلى مستوى من التقدم والاحترافية يوءهلها للاضطلاع بدورها كاملا في تشييد المجتمع الديمقراطي. وينبغي أن ينصب التفكير بصفة خاصة، على تحيين الإطار التنظيمي المتعلق بمساعدة الدولة للصحافة إضافة إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع والتحفيز عليه وكذا النظر فيما يمكن أن يساعد على إيجاد صحافة جهوية جيدة.

ونحن كإعلاميين في الوقت الذي نوجه فيه تحية تقدير واحترام للعناصر الأمنية وللإدارة العامة للأمن الوطني الساهرة على حفظ الأمن والأمان في المعرض، والتي قدمت لنا كل المساعدة والدعم فإننا نتساءل في نفس الوقت: أين المسؤولون في المعرض الدولي للفلاحة من الخطب الملكية السامية في مساعدة الإعلام والإعلاميين؟

ولنا عودة للموضوع.