جريدة

المهرجان الوطني للفيلم بطنجة.. رشيد الوالي يأسر الجمهور بعمله الكوميدي “الطابع”

 استمتع رواد السينما، يوم الاثنين، بالفيلم الكوميدي “الطابع”، للمخرج المغربي رشيد الوالي، الذي عرض بالفضاء السينمائي “روكسي” في إطار مسابقة الفيلم الروائي الطويل، ضمن فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، المنظمة إلى غاية الرابع من نونبر المقبل.

 واستأثر هذا العمل الكوميدي (95 دقيقة)، الذي جمع ثلة من الفنانين الموهوبين من قبيل حميد الزوغي، ومارك صامويل، وبودير، وغابرييل لازور، وجيريمي بانستر، باهتمام عشاق الفن السابع، بفضل قصته المثيرة التي تفسح المجال أمام تأملات عميقة حول موضوعات مثل التساؤل الشخصي حول الحياة والموت، والعلاقات الأسرية والودية، وواجب الذكرى، والتسامح والاعتراف.

ويكشف فيلم “الطابع”، الذي يعد العمل الروائي الثالث لرشيد الوالي عن القصة المؤثرة لإصرار العربي، عامل المناجم المغربي السابق، الذي استقر في فرنسا لأكثر من أربعة عقود، لكن رغبته الكبيرة هي العودة إلى وطنه ليُدفن بالقرب من قبر زوجته عزيزة، بعد تلقيه النبأ المفجع عن مرضها العضال.

ويسلط هذا الفيلم، الذي تدور أحداثه في منطقة سيت بفرنسا قبل أن ينتقل إلى مدن وجدة وجرادة وعين بني مطهر وفكيك، الضوء بشكل رائع على ثراء الثقافة الإنسانية والتقاليد العريقة والمناظر الطبيعية الخلابة لجهة الشرق، وذلك مع المزج ببراعة بين عناصر الدراما والكوميديا في أجواء سينمائية آسرة.

وبالإضافة إلى ذلك، ينسج هذا العمل الكوميدي صورة صادقة ومؤثرة للصداقة بين بطلي الفيلم، العربي وموتشو، اللذين يخوضان مغامرات تارة درامية وتارة أخرى مشبعة بالفكاهة خلال رحلتهما من فرنسا إلى فكيك.

وقال رشيد الوالي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه يحاول من خلال هذا الفيلم الروائي “رد الاعتبار للعمال المغاربة الذين اشتغلوا بمناجم شمال فرنسا بين 1950 و1970″، معربا عن سعادته بلقاء جمهور طنجة “في هذا الحدث السينمائي الذي لا غنى عنه”.

ولم يفت المخرج التأكيد على أن فيلم “الطابع” يمثل أول فيلم روائي طويل تم تصويره في منطقة فكيك، موضحا أنه اختار هذه المنطقة التي تقع في أقصى شرق المغرب لإبراز جمالها الاستثنائي.

وفي تصريحات مماثلة عقب العرض، أعرب عدد من رواد السينما عن إعجابهم بهذا الفيلم الذي “يصور قصة معقدة تمزج بين الدراما والتشويق والكوميديا، مما يقدم تجربة سينمائية حافلة بالمشاعر”.

وعلاوة على ذلك، تم فتح باب مناقشة الفيلم، وهو ما اغتنمه العديد من خبراء السينما وكذلك محبي الفن السابع لاستعراض جوانب الفيلم وتبادل أطراف الحديث مع المخرج.

وقد أتاح هذا النقاش التعمق في المواضيع والاختيارات الفنية ونطاق العمل السينمائي، وبالتالي تقديم نظرة ثاقبة للرؤية الإبداعية لرشيد الوالي وتأثير الفيلم على الجمهور.