جريدة

افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمنتدى ميدايز رسميا

افتتحت مساء اليوم الأربعاء فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمنتدى الدولي “ميدايز” رسميا، والمنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

  ويناقش المنتدى، الذي ينظمه معهد أماديوس، موضوع الأزمات المتعددة والرهانات المركبة التي يواجهها العالم اليوم، بهدف تسليط الضوء على سبل التفكير القادرة على تقديم إجابات مبتكرة وخلاقة ومتعددة الأبعاد ومتأقلمة مع الإشكاليات الراهنة.

في كلمة بالمناسبة، قال رئيس معهد أماديوس، إبراهيم الفاسي الفهري، إن المنتدى مناسبة للتطرق لعدد من الرهانات التي تسائل قدرتنا الجماعية على بناء عالم أكثر صمودا وعدالة وإنصافا وتضامنا، منوها بأن ميدايز صار، أكثر من أي وقت مضى، “منتدى الجنوب” ومنصة لتبادل الأفكار والتعاون، مفتوحة امام الفاعلين الراغبين في المساهمة في تشييد نظام عالمي جديد أكثر توازنا وشمولا.

وبعد أن ذكر بنداء طنجة الصادر عن دورة السنة الماضية للمنتدى، والذي شكل مرحلة مهمة في البحث الجماعي عن اتحاد إفريقي أقوى وأكثر اتحادا، أكد السيد الفاسي الفهري أن هذا النداء شكل دعوة لطرد كيان الجمهورية الوهمية من الاتحاد الإفريقي، الأمر الذي يندرج في سياق دينامية قارية ودولية مواتية تسود فيها الواقعية والبراغماتية، مشيرا إلى أن هذا الأمر شرط أساسي لاستعادة حيادية ومصداقية الاتحاد الإفريقي بخصوص قضية الصحراء المغربية.

بهذا الخصوص، أكد على أن الالتزام المتزايد بإفريقيا لصالح القضية الوطنية، من خلال فتح قنصليات متعددة للدول الشقيقة بمدينتي الداخلة والعيون، يدل على حيوية الحوار الإفريقي والرغبة المشتركة لتجاوز الانقسامات الموروثة عن حقبة ماضية، من أجل بناء مستقبل مزدهر لقارتنا.

في معرض حديثه عن الوضع في غزة ، جدد السيد الفاسي الفهري التأكيد على التزام منتدى ميدايز بدعم حل عادل ومتوازن ومقبول لإقامة دولتين، دولة فلسطينية ودولة إسرائيلية، تعيشان جنبا إلى جانب وفق حدود 1967، والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، مبرزا أن هذا الموقف مستلهم من موقف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي ما فتئ يعمل من أجل السلام والعدالة بالمنطقة، ومن اجل كرامة الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي له كامل الحق في أرض حرة ومستقلة وذات سيادة.

من جهته، اعتبر السيد الفاسي الفهري أن برنامج هذه الدورة من المنتدى غني ومتنوع، حيث سيتطرق إلى عدد من الأزمات الجيو-سياسية والاقتصادية والبيئية التي تشكل واقعنا العام، مشيرا إلى أن هذا الحدث يوفر فرصة لاستكشاف حلول مبتكرة ودائمة، وتقوية العلاقات جنوب -جنوب وجنوب-شمال، وتسليط الضوء على استراتيجيات الاستثمار من أجل تنمية شاملة ومستدامة.

من جهته، توقف وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، عند الطبيعة المعقدة والمتغيرة لعالم اليوم، والمتسمة بتعدد الأزمات، المناخية والطاقية والاقتصادية والسياسية، معتبرا أن المغرب، في مواجهة هذا الواقع المتغير، بلور إجابات موثوقة ومنسجمة.

بهذا الخصوص، أكد الوزير على أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، اعتمد العديد من الاستراتيجيات القطاعية التي مكنت، على سبيل المثال، من بلوغ إنتاج 38 في المائة من المزيج الطاقي من موارد نظيفة، وبناء اقتصاد قوي ومتنوع ومتوجه نحو التصدير ومهن المستقبل، مبرزا أن المغرب عمل دوما من أجل إرساء السلام والتعايش والتسامح لتسوية الأزمات.

أما المبعوث الخاص للحكومة الصينية للشرق الأوسط، زهاي جون، وفي معرض حديثه عن شعار المنتدى “أزمات مركبة، عالم متعدد” ، فقد ذكر بأن الصين، في مواجهة التغيرات الجارية منذ عقود، طرحت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، مشيرا إلى أن هذه المبادرات ترسم طريقا واقعيا لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية ومواجهة التحديات الأمنية الكونية، كما تسعى لتعزيز التواصل والتعاون الإنساني والتقارب بين شعوب العالم لبناء المستقبل المشترك للإنسانية.

بدوره، سجل رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب لعلج، أنه في وقت الأزمات، تبرز الحاجة إلى التعاون المتين بين البلدان، والذي يمكن من رفع التحديات بشكل أكثر فعالية، مضيفا أن تقاسم الموارد يفتح إمكانية الاستجابة للأزمات بشكل استباقي.

واعتبر أن التعاون متعدد الأطراف والتنمية المشتركة تعزز قدرة البلدان على رفع صمودها في مواجهة الأزمات، وعلى اكتشاف الفرص وتحفيز النمو الاقتصادي وإحداث الثروة وفرص الشغل.

أما رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عمر مورو، فقد اعتبر أن منتدى ميدايز اختار لهذه السنة موضوعا راهنا بالنظر إلى توالي الأحداث والأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، لاسيما في دول الجنوب، معتبرا أن من شأن مناقشات وآراء أرباب القرار والخبراء أن ترسم معالم طريق تساهم في توحيد الإنسانية.

وجرى حفل الافتتاح الرسمي للمنتدى بحضور رئيس جمهورية ساوطومي وبرانسيبي، السيد كارلوس فيلا نوفا، ورئيس وزراء دومينيكا، السيد روزفلت سكيريت، ووزير خارجية هنغاريا، بيتر زيجارتو، وعدد من الشخصيات.

ويشارك في هذه الدورة من منتدى ميدايز، الذي يعتبر من التظاهرات الجيو-استراتيجية العالمية والبارزة بإفريقيا والعالم العربي، أكثر من 200 متحدثا رفيع المستوى، بما في ذلك صناع القرار السياسي ورجال الاقتصاد، لعرض تحليلاتهم وآرائهم حول قضايا راهنة أمام أكثر من 5000 مشارك من حوالي 100 بلد.

وخصص اليوم الأول من ميدايز، الذي يضم هذه السنة أكثر من 50 جلسة نقاش، إلى “قمة ميدايز للاستثمار”، والتي تعتبر فضاء متميزا بين عوالم السياسة والاقتصاد.

ويشكل المنتدى مناسبة من أجل مناقشة مواضيع من قبيل التكامل الاقتصادي والبنيات التحتية والصناعات والتعليم والتربية والتنمية المستدامة والطاقة، لاسيما وأنه ينعقد عشية قمة “كوب 28”.

كما سيسائل المشاركون في الأيام الثلاثة الأخرى قضايا على صلة بالنظام العالمي الجديد ، الذي ترسم ملامحه بصعود مراكز قوى متعدد، من قبيل الصين وروسيا والهند، والتي صارت تنازع هيمنة الولايات المتحدة والغرب عامة .