جريدة

خلال 2023.. الداخلة، مركز جذب للمستثمرين ومحط اهتمام عدد من الوفود الأجنبية

واصلت جهة الداخلة – وادي الذهب، خلال سنة 2023 التي تشرف على الانتهاء، دعم وتعزيز موقعها الاقتصادي، كمركز جذب للمستثمرين الدوليين ومحط اهتمام عدد من الوفود السياسية والاقتصادية الأجنبية.

وشكلت زيارة هذه الوفود الأجنبية مناسبة سانحة لاستعراض المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار المتنوعة التي تزخر بها الجهة، وكذا التعريف بأهم المشاريع المهيكلة المندرجة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وجرى، خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها مختلف هذه الوفود الدولية، الاطلاع على ما تشهده جهة الداخلة – وادي الذهب، بوابة المغرب نحو عمقه الإفريقي، من تطور في عدد من القطاعات الاقتصادية والمشاريع الاستثمارية، وبحث ومناقشة آفاق التعاون في شتى المجالات.

وبهذه المناسبة، تم تقديم شروحات مفصلة لهذه الوفود حول عدد من القطاعات الحيوية بالجهة، وفي مقدمتها السياحة والطاقات المتجددة والفلاحة والصيد البحري وتربية الأحياء البحرية، حيث شكلت اللقاءات مع أعضاء هذه الوفود فرصة للتشاور بشأن إرساء علاقات تجارية واستقطاب رؤوس أموال للاستثمار في عدد من المجالات على المستوى الجهوي.

وفي هذا الإطار، تابع أعضاء هذه الوفود عروضا تم خلالها تسليط الضوء على مختلف المشاريع الكبرى المنجزة والتي ما زالت قيد الإنجاز، والتي ستجعل من الداخلة قطبا اقتصاديا إقليميا يربط بين أوروبا وإفريقيا، مثل ميناء الداخلة الأطلسي، والمنطقة الحرة لغرب إفريقيا، ومزرعة ريحية بقدرة إنتاجية تبلغ 900 ميغاواط، وكذا مشروع تحلية مياه البحر لسقي 5000 هكتار من الأراضي الفلاحية وغيرها.

وهكذا، قام وفد يقوده رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية إستونيا-المغرب، رايفو تام، بزيارة ميدانية للاطلاع على دينامية التنمية في جهة الداخلة – وادي الذهب، وبحث السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين الصديقين.

وفي هذا الصدد، أكد مدير المركز الجهوي للاستثمار، منير هواري، أن الزيارة تهدف إلى إطلاع البرلمانيين الإستونيين على مؤهلات الجهة ومختلف فرص الاستثمار، ومساطر معالجة ملفات الاستثمار والتأشير عليها، مبرزا أهمية الجهود التي تبذلها الجهة من أجل تنويع الاقتصاد الجهوي، ومواكبة حاملي المشاريع الشباب، وإحداث مزيد من فرص الشغل.

من جهة أخرى، اطلع وفد يضم 24 دبلوماسيا من دولتي غينيا والغابون، خلال زيارة نظمت بشراكة بين الأكاديمية المغربية للدراسات الدبلوماسية والوكالة المغربية للتعاون الدولي في إطار مبادراتهما الرامية إلى إبراز الدينامية التنموية بالأقاليم الجنوبية، على المؤهلات التي تزخر بها جهة الداخلة – وادي الذهب والتطور التنموي التي تشهده على جميع المستويات.

ووقف الدبلوماسيون الأفارقة، من خلال عرض قدمه ممثل المركز الجهوي للاستثمار، بأرقام داعمة، على الدينامية التنموية الهائلة التي تشهدها الجهة في مختلف المجالات، والبنيات التحتية للمشاريع الكبرى، وعلى الامتيازات والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين والمهنيين الاقتصاديين، بالإضافة إلى التعريف بدور ومهام المركز الجهوي للاستثمار.

على صعيد آخر، اطلع وفد من الكونغرس الأمريكي، يتكون من سيلفيا غارسيا (ولاية تكساس) وأدريانو إسبايات (نيويورك) وسالود كارباخال (ولاية كاليفورنيا)، على دينامية التنمية التي تشهدها جهة الداخلة – وادي الذهب، كما التقى بعدد من المسؤولين المحليين وزار عدة وحدات صناعية.

وشكلت هذه اللقاءات فرصة بالنسبة للوفد الأمريكي من أجل التعرف على أوجه التقدم الكبير التي تحققت في الجهة تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذا البرامج التنموية الجارية، فضلا عن المساهمة الفعالة للنساء والشباب بالجهة في السياسة المحلية وتدبير الشؤون العمومية.

واطلع الوفد الأمريكي أيضا على التقدم المحرز في مجال تنمية هذه الجهة، خصوصا في ما يتعلق ببرامج التعاون الأمريكي الجارية، في إطار مبادرة الشراكة الشرق أوسطية المخصصة للمغرب، وكذا المبادرات المتخذة في القطاعات الاجتماعية الحيوية، لاسيما الصحة والتعليم.

من جهته، اطلع وفد برلماني بريطاني، ترأسته رئيسة مجموعة الصداقة البرلمانية البريطانية – المغربية هيذر ويلر، على دينامية التنمية في جهة الداخلة – وادي الذهب، والأوراش التي تم إطلاقها في عدد من المجالات، كما تابع عددا من العروض وقام بزيارات ميدانية للاطلاع على مؤهلات الجهة والبنيات التحتية التي تزخر بها في مختلف القطاعات السوسيو-اقتصادية.

وبهذه المناسبة، عبّرت السيدة ويلر عن إعجابها بمستوى التطور الذي تشهده مدينة الداخلة وجودة المشاريع والبنيات التحتية التي تم إنجازها بهدف تحسين مستوى عيش الساكنة المحلية، مشيدة بالرؤية الملكية الرامية إلى تمكين الداخلة من منصة مينائية مهمة سيكون لها أثر إيجابي على النسيج الاجتماعي على مستوى الجهة.

كما قام وفد من منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية، يترأسه رئيس قسم الشؤون السياسية في هذه المنظمة الأمريكية جيسون إيزاكسون، بزيارة للداخلة اطلع خلالها على دينامية التنمية التي تشهدها جهة الداخلة – وادي الذهب، كما استمع إلى شروحات حول فرص وآفاق الاستثمار ومختلف المشاريع التنموية المنجزة أو التي هي قيد الإنجاز بالجهة.

وأبرز السيد إيزاكسون أن مستوى التطور الذي لمسه أعضاء وفد اللجنة اليهودية الأمريكية، منذ وصولهم إلى الداخلة، يجسد بقوة حكمة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، الذي يسعى إلى دعم أسس التنمية داخل هذه الجهة، لاسيما في مجال الصناعة.

من جانب آخر، أكد النائب البريطاني، ليام فوكس، أن جهة الداخلة – وادي الذهب تزخر بمؤهلات اقتصادية مهمة، مما يمهد الطريق نحو آفاق تعاون مغربي – بريطاني في مجالي المبادلات التجارية والاستثمار.

وأكد السيد فوكس، خلال زيارة عمل قام بها إلى الداخلة للاطلاع على دينامية التنمية التي تشهدها المدينة، أن هذه الزيارة تروم استكشاف المؤهلات والفرص الاستثمارية التي يمكن أن تثير اهتمام المقاولات البريطانية، مشيرا إلى أن الجهة أضحت تشكل مصدر استثمار للعديد من الفاعلين الاقتصاديين الأجانب، خاصة المستثمرين البريطانيين.

من جهة أخرى، قام وفد مكون من فاعلين اقتصاديين ومؤسساتيين من جهتي أوكسيتاني (فرنسا) وتونكبي (كوت ديفوار) بزيارة إلى جهة الداخلة – وادي الذهب، لاستكشاف وتطوير فرص الاستثمار والتعاون بين الجهات الثلاث.

وشكلت هذه الزيارة، التي نظمها مجلس الجهة، بشراكة مع الغرفة الإفريقية للتجارة والخدمات، فرصة لتفاعل تجارب وخبرات كل جهة من أجل التنمية المشتركة والاستثمار المبتكر، كما أتاحت للفاعلين الاقتصاديين المغاربة والفرنسيين والإيفواريين فرصة دراسة آفاق التعاون وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الجهات الثلاث في العديد من القطاعات الإنتاجية.

وعلى صعيد آخر، قام عدد من الصحافيين من منطقة الأندلس (إسبانيا) بزيارة لمدينة الداخلة، بهدف استكشاف المعالم السياحية والمؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها جهة الداخلة – وادي الذهب.

وشكلت هذه الزيارة فرصة للوفد الإسباني، المكون من رئيس جمعية الصحافة في هويلفا، خوان فرانسيسكو كابييرو، والمصور الصحفي ذو المسيرة الطويلة في الصحافة الإسبانية، جوردي لاندريو، والمصور الصحفي جوليان بيريز، مؤلف العديد من المنشورات على الصعيدين الوطني والدولي، للتعرف على ما تزخر به الداخلة من إمكانات، فضلا عن التقدم الذي شهدته الجهة في إطار النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

كما شكلت هذه الرحلة مناسبة للوفد الإسباني للاطلاع عن كثب على المشاريع الهيكلية الكبرى والبنية التحتية التي تتوفر عليها الجهة في مجالات السياحة والفنادق والخدمات اللوجستية والطاقات المتجددة والصيد البحري والفلاحة.

وأجمعت كافة الوفود الأجنبية على أن هذه الزيارات الميدانية مكّنتها من التعرف، عن قرب، على مختلف المشاريع المهيكلة المنجزة أو التي في طور الإنجاز، والتي ستجعل من جهة الداخلة – وادي الذهب مركزا اقتصاديا مهما، مشيدة بالتقدم الشامل الذي تم إحرازه خلال السنوات الأخيرة على مستوى الجهة.