وأفاد بلاغ لوزارة النقل واللوجيستيك، أن هذا اللقاء، الذي عرف حضور العديد من الشخصيات رفيعة المستوى العاملة بالمنظمات والهيئات الدولية الفاعلة في مجال السلامة الطرقية، يندرج في إطار التحضير للنسخة الرابعة للمؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية المنظمة بتعاون مع منظمة الصحة العالمية، الذي ستحتضنه المملكة المغربية خلال الفترة الممتدة من 18 إلى 20 فبراير 2025 بمدينة مراكش، والتي تمثل مسارا استكماليا للمؤتمرات الثلاثة السابقة التي نظمت على التوالي في كل من موسكو سنة 2009، وبرازيليا سنة 2015 وستوكهولم سنة 2020.
وأضاف البلاغ، أن هذه النسخة تشكل أيضا علامة فارقة في الجهود المبذولة لإنقاذ الأرواح على الطرق وتحقيق الهدف المتمثل في تقليص عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث السير إلى النصف.
وأوضح المصدر نفسه، أن أهداف هذا الحدث الدولي الكبير تتجلى في الوقوف على المنجزات والتقدم المحرز لعقد العمل من أجل السلامة على الطرق للأمم المتحدة 2021-2030، والعمل على توفير إطار مرجعي للإجراءات اللازمة للدول والمدن لتنفيذ التدابير الرئيسية الموضحة في مخطط العمل العالمي من أجل السلامة المرورية.
كما يروم هذا المؤتمر إدماج أهداف التنمية المستدامة في مجال السلامة الطرقية عبر خلق دينامية داعمة للرؤية الجديدة للتنقل الآمن والمستدام، علاوة على تقديم إجابات عملية وحلول ملموسة حول الإشكاليات المطروحة ذات الصلة بالأنماط الجديدة للحركية والتنقل.
وأبرز ذات المصدر أن تنظيم هذا المؤتمر يندرج في إطار تعزيز التزامات المغرب وتعاونه المتواصل مع كافة الفاعلين والشركاء على المستوى الدولي لتحسين السلامة الطرقية.
وسيشكل هذا الحدث منصة لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة في مجال السلامة الطرقية، كما يمثل فرصة سانحة لجميع الدول، وعلى وجه الخصوص البلدان النامية، للاستفادة من التوجهات والمخططات وبرامج العمل في مجال السلامة الطرقية.
ويعد اختيار المغرب لاستضافة هذا المؤتمر، بحسب المصدر ذاته، فرصة سانحة لبعث رسالة قوية من أجل التحلي بالمسؤولية ونشر الوعي بالإشكالية العالمية لانعدام السلامة الطرقية، خصوصا في الدول النامية، التي تسجل أعلى معدل سنوي للوفيات على الطرق.
كما يجسد هذا الاختيار مكانة المغرب كدولة رائدة تعمل على جعل السلامة الطرقية أولوية وطنية وإقليمية ودولية.
وأشار البلاغ إلى أن قضية السلامة الطرقية تستفيد، على المستوى الوطني، من الرعاية الملكية السامية المترجمة في إصلاحات مؤسساتية عميقة، لا سيما مع إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا) سنة 2020.
كما عمل المغرب، على الصعيد الإقليمي، مع البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية على تنظيم المنتدى الإفريقي الأول للسلامة الطرقية سنة 2018 في مراكش.
وذكّر المصدر نفسه باستضافة المملكة المغربية للمؤتمر العالمي الرابع للجمعيات النشيطة في مجال السلامة الطرقية سنة 2015 مع منظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للمنظمات غير الحكومية، وساهمت فعليا داخل منظمة الصحة العالمية في تنظيم المؤتمر الوزاري العالمي الثالث بستوكهولم.
وكشف البلاغ أن هذه الدورة ستتميز بحضور حوالي 2000 مشارك يمثلون وفودا رفيعة المستوى يرأسها الوزراء المسؤولون عن السلامة الطرقية، بالإضافة إلى ممثلي منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وممثلي المجتمع المدني والجامعيين، وأرباب المقاولات والقطاع الخاص، والفاعلين السوسيو اقتصاديين.
وذكر المصدر بأن منظمة الصحة العالمية أفادت في أحدث تقرير صادر عنها، والمتعلق بوضعية السلامة على الطرق برسم سنة 2023، بأن العدد السنوي للوفيات الناجمة عن حوادث المرور سجل انخفضا طفيفاً بلغ 1.19 مليون حالة وفاة سنويا.
ومع ذلك، ونظرا لتسجيل أكثر من حالتي وفاة في الدقيقة، وأكثر من 3200 حالة وفاة في اليوم، تظل حوادث السير السبب الرئيس المسبب لوفيات الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 أعوام و29 عاما.
وخلص المصدر إلى أن عشرة بلدان تمكنت من تحقيق أهداف عقد العمل الأول للسلامة الطرقية من خلال خفض عدد الوفيات بنسبة 50 في المائة، وأن 35 دولة حققت انخفاضات تتراوح بين 30 و49 في المائة بين عامي 2010 و2021.