دينامية البيئة شاشا بدر
ملخص من تقارير الجيل الأخضر
تعد الاستراتيجية الجديدة للقطاع الفلاحي “الجيل الأخضر 2020-2030” أحد المحاور الكبرى التي تبناها المغرب لتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق التنمية الفلاحية المستدامة، ودعم الاقتصاد الوطني. تأتي هذه الاستراتيجية كامتداد لمخطط المغرب الأخضر، ولكنها تركز بشكل أكبر على العنصر البشري وإدماج الشباب في القطاع الفلاحي، مع الاهتمام بحماية البيئة والموارد الطبيعية. وتنسجم أهداف هذه الاستراتيجية مع رؤية مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تضطلع بدور أساسي في تعزيز وعي المجتمع بأهمية التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
الجيل الأخضر: رؤية فلاحية متجددة
تهدف استراتيجية الجيل الأخضر 2020-2030 إلى تحويل القطاع الفلاحي إلى محرك رئيسي للتنمية المستدامة، من خلال تبني نموذج يقوم على الابتكار، وتطوير سلاسل الإنتاج، وإدماج الشباب في المشاريع الفلاحية. تعتمد الاستراتيجية على محورين أساسيين:
إعطاء الأولوية للعنصر البشري:
تشجيع الشباب على الاستثمار في الفلاحة عبر توفير الدعم المالي والتقني. إطلاق برامج لتكوين الفلاحين، ورفع مستوى الكفاءات، وتعزيز قدراتهم لمواجهة التحديات. تمكين العالم القروي من البنى التحتية والخدمات الضرورية، بما يساهم في تحسين ظروف العيش وتقليل الفوارق الاجتماعية.
استدامة التنمية الفلاحية:
تحسين مردودية الأراضي الزراعية مع الحفاظ على التوازن البيئي. استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي لتحسين إنتاجية القطاع. تعزيز الزراعة المستدامة التي تحترم البيئة، من خلال تقنيات الري المقتصد للمياه واستخدام الطاقة المتجددة. دور مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في تعزيز الاستدامة
تعد مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة شريكًا رئيسيًا في تحقيق الأهداف البيئية لهذه الاستراتيجية. تأسست المؤسسة بهدف تعزيز الوعي البيئي، وحماية الموارد الطبيعية، وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والبيئية.
تعمل المؤسسة على مجموعة من المحاور التي تتقاطع مع استراتيجية الجيل الأخضر:
ترشيد استخدام المياه: من خلال برامج تهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية، واعتماد تقنيات مبتكرة للري توفر استهلاك المياه، خاصة في الزراعة. تشجير المناطق الزراعية: دعم مشاريع التشجير لحماية الأراضي من التصحر، وتعزيز التنوع البيولوجي في الأقاليم الفلاحية. تعزيز التعليم البيئي: نشر الثقافة البيئية في المدارس والمجتمعات المحلية، بهدف بناء وعي جماعي بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية. مكافحة التلوث: إطلاق حملات لتنظيف المساحات الخضراء والمجاري المائية، وتحفيز الفلاحين على استخدام المواد العضوية بدلاً من الكيماويات الضارة. التكامل بين الفلاحة والبيئة لتحقيق التنمية المستدامة
إن نجاح الجيل الأخضر 2020-2030 يعتمد بشكل كبير على الالتزام بالممارسات الزراعية الصديقة للبيئة، وهو ما يتماشى مع رؤية مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. ويبرز هذا التكامل في:
تعزيز الاقتصاد الدائري في الفلاحة، من خلال إعادة تدوير النفايات الزراعية وتحويلها إلى أسمدة عضوية. تطوير مشاريع “الفلاحة الذكية” التي تستخدم التكنولوجيا الحديثة لتقليل الأثر البيئي للزراعة. استغلال الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، لتشغيل المعدات الفلاحية وتقليل انبعاثات الكربون. الآفاق المستقبلية للجيل الأخضر وحماية البيئة
مع تزايد التحديات المرتبطة بالتغيرات المناخية وندرة الموارد الطبيعية، يعتبر التعاون بين مختلف الأطراف الوطنية والدولية أمرًا ضروريًا لتحقيق أهداف الجيل الأخضر ومواكبة الجهود البيئية. ويطمح المغرب، من خلال هذه الاستراتيجية، إلى:
تحقيق سيادة غذائية وطنية، وتقليل الاعتماد على الواردات. تحويل المغرب إلى نموذج إقليمي في الزراعة المستدامة وحماية البيئة. إشراك الشباب والنساء في المشاريع الفلاحية لضمان العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة
يمثل “الجيل الأخضر 2020-2030” ومبادرات مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة رؤيتين متكاملتين لتحقيق تنمية زراعية مستدامة في المغرب. فبفضل الالتزام بتطوير القطاع الفلاحي مع الحفاظ على البيئة، يواصل المغرب جهوده لتحقيق توازن بين الاستجابة للاحتياجات الغذائية الوطنية وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.