جريدة

فاس تحت الأضواء: الصحافة المهنية في مواجهة المتطفلين”

ميسديا أونكيت 24

تُعَدّ الصحافة أحد أقدس وأهمّ المهن في المجتمع، إذ تلعب دورًا محوريًا في نقل الحقيقة وفضح الانتهاكات وتعزيز الوعي العام. ومع ذلك، فإن تزايد عدد المتطفلين والمصورين الذين يفتقرون للاعتماد المهني يحوّل هذه المهنة النبيلة إلى ساحة فوضى. في مدينة فاس، حيث التاريخ والتراث يسرّدان قصة الغنى الثقافي، نشهد ظاهرة مثيرة للقلق؛ إذ تسلّلت عناصر غير معتمدة إلى المشهد الإعلامي، تتسبب في الإضرار بصورة الصحافة وحقوق الأفراد.

في هذا السياق، نجد أن هؤلاء المتطفلين يستخدمون أدوات التصوير بشكل غير مسؤول، مما يؤدي إلى انتهاك خصوصيات الشخصيات العامة وخلق جو من عدم الارتياح والخوف. ومع توسع وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على أي شخص أن يُصبح “مصوراً”، لكن ليس كل مصور يمتلك الخبرة أو الأخلاق الصحفية اللازمة. هذه الفوضى قد تؤثر سلباً على العمل الصحفي الحقيقي الذي يقوم به المحترفون الذين يلتزمون بمعايير النزاهة والموضوعية.

تطلب هذه الظروف من السلطات والمجتمع المحلي اتخاذ خطوات فعّالة لحماية الصحفيين المحترفين. يجب أن يكون هناك نوع من التنظيم الذي يضمن عدم تسلل المتطفلين إلى الفعاليات العامة، بحيث يمكن للصحفيين المعتمدين ممارسة عملهم دون خوف من التعرض للمضايقات. إن تعزيز الوعي حول أهمية الصحافة المهنية والارتقاء بمستوى التعليم الإعلامي بين المجتمع يمكن أن يسهم في تحسين الوضع الراهن.

في الختام، يبقى على المجتمع بكافة أطرافه أن يتكاتف لحماية الصحافة كشرف وحق من حقوق الإنسان، والعمل على إعادة هيبة المهنة وضمان بيئة عمل آمنة وصحية للصحفيين، بعيداً عن زيف المتطفلين وتجاربهم المزعجة. إن الاعتراف بدور الصحافة الفعلي كوسيلة لنقل المعلومات وتشكيل الرأي العام يُعتبر واجبا جماعياً للحفاظ على ديمقراطية سليمة ومجتمع واعٍ