جريدة

الفنان فيسنتي أميغوا أستاد فن الفلامينغو يهز خشبة باب الماكينة التاريخية

ميديا أونكيت 24

 هز الفنان الإسباني فيسنتي أميغو أستاذ فن الفلامينغو، الجمعة، أرجاء خشبة باب الماكينة التاريخية ضمن حفل أحياه في إطار الدورة 27 من مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، لطالما انتظره عشاق موسيقى الفلامينكو والثقافة الأندلسية بشكل عام.

 

وبرع هذا الفنان خلال حفل لن ينسى حضرته جماهير غفيرة من عشاق هذا الفن العريق، مقطوعات وأغان رائعة لفن “الفلامينكو”، وروائع خالدة من المعزوفات التي جددت علاقات الأخوة والصداقة المتينة والتاريخ العريق والإرث الأندلسي المشترك بين المغرب واسبانيا.

 

ففي عرض استثنائي امتد لنحو ساعة ونصف صفق له الجمهور بحرارة، وبفضل أسلوبه الذي يمتاز بالسلاسة والخفة، نجح فيسنتي أميغو في خلق نقطة لقاء وجسر ما بين الفلامينكو التقليدي والفلامينكو الجديد، أو ما يعرف بالفلامينكو المعاصر.

 

وخلال هذا الحفل، الذي تم فيه الاحتفاء بإسبانيا ضيف شرف هذه الدورة، كان عازف القيثارة ذو الإنتاج الفني الغزير الذي تتلمذ بقرطبة قبل الانطلاق نحو العالمية، مرفوقا بموسيقيين وعازفين مرموقين أمثال: أنطونيو فيرنانديز (أنييل) بالقيثارة، باكيطو كونزاليز في الإيقاع، إيوين فيرنال في الباس، رافاييل أوسير فيلتشيس (رافاييل دي أوتريرا) في الغناء وأنطونيو مولينا (تشورو) في الرقص.

 

ويتميز هذا الفنان بقدرته على التجوال والإبحار ما بين مختلف الألوان والأساليب التي تلقى تجاوبا مع مرافقيه من المغنيين، وإتاحة الفرصة أمام إبداعات موسيقية لا نظير لها، حيث يتميز بحسن إتقانه للفلامينكو، وجرأته الموسيقية وموهبته الخارقة،  الأمر الذي جعله واحدا من المبدعين الموسيقيين الأكثر تجديدا لموسيقى الفلامينكو.

 

وبهذا يكون فيسنتي أميغو قد أحدث ثورة بهذا الفن بفضل ألحانه الجريئة التي يمزج فيها ما بين الفولك، والجاز، والإيقاعات الأمريكية الجنوبية، بالإضافة إلى الأنغام الشرقية، وكل هذا دون المساس بجوهر  وصفاء الفلامينكو التقليدي العريق.

 

وقد ظلت موسيقى فيسنتي أميغو منفتحة على العالم، وفي تجديد مستمر، مكنها من التعاون مع باقي عباقرة هذا الفن، أمثال: باكو دي لوسيا ومانولو سان لوكار، أو حتى المطربين المشهورين أمثال كارمن ليناريس، إنريكي مورينطي، دييغو إل سيغالا، ميغال بوفيدا، إل بيلي، خوسي ميرسي، وإستريلا مورينتي.

 

والفنان فيسنتي أميغو، من مواليد غوادالكنال، مقاطعة إشبيلية، لكنه شب وترعرع بقرطبة، حيث حصل في سنته الثامنة على أول قيثارة إسبانية. من بين أساتذته الأوائل، هناك “إلطوماطي” و”إلميرينغي”، وبعدها أصبح تلميذا لمانولو سان لوكار. وفي سنة 1988، استأنف مشواره الفني لوحده بالظهور في المهرجان الدولي كانتي دي لا ميناس دي لا يونيون، حيث فاز إثرها بالجائزة الأولى بفئة “القيثارة”.

 

وبعد ذلك بقليل، فاز في المسابقة الدولية لإكستريمادورا. في شهر ماي 1989، حاز على واحدة من أهم الجوائز الوطنية الأولى للقيثارة، جائزة رامون مونطويا. في ظرف سنتين اثنتين، فاز هذا الفنان المتألق بالثلاث جوائز الأولى والرئيسية لقيثارة الفلامينكو.

ويروم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في دورته ال 27، الذي يختتم اليوم السبت إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.

وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “شوقا لروح الأندلس”، من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.

ووفاء لروح فاس، اقترحت هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث التقى نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.