قام المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري برفض مجموعة من الشكايات المثارة في حق مسلسلات وبرامج إذاعية وتلفزيونية، في خطوة تروم الانتصار لحرية الإبداع وللحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة.
وسجل مجلس “الهاكا”، في بيان له عقب اجتماع انعقد يوم الثامن نونبر الماضي، أن الشكايات التي تم التقدم بها لم تتجاوز القواعد المؤطرة لحريتي الإبداع والاتصال السمعي البصري ولا تخالف المقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل والتي تضمن الحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة.
وشدد البيان أن هذه السلسلات والمسلسلات تندرج في خانة الأعمال التخييلية التي تعكس مواضيعها وشخوصها اختيارات فنية لمؤلفيها ومخرجيها، كما أن العمل التخييلي في مجمله لا يمكن أن يحقّق وجوده أو يكتسب قيمته دون هامش حرية في كتابة السيناريو وفي تشخيص الوضعيات والمواقف.
وأورد المجلس أنه رفض شكاية من أفراد وجمعيات ضد مشاهد وشخصيات بأعمال تخييلية (مسلسلات “إلا ضاق الحال”، “حكايتي”، “ولاد يزة”، “أش هادا”) قدمتها قنوات تلفزيونية عمومية.
وأوضح المصدر نفسه أن المشاهد المعنية بالمؤاخذات في مسلسل “إلا ضاق الحال” المتمثلة في وضع قنينات مشروبات كحولية على الطاولة بأحد البيوت لم تصور على أنها فعل إيجابي.
وبخصوص الشكاية المتعلقة بمؤاخذات في مسلسل “حكايتي” حيث تم تصوير قُبلة به، لم تقدّم في سياق إثارة أو تضمنت إيحاءات جنسية.
وفيما يتعلق بالشكاية المقدمة التي اعتبر أصحابها أنه تمت إهانة مهنة الأستاذ من لدن سلسلة “ولاد يزة”، فقد تم رفضها، حيث سجل المجلس أن “السياق العام للمشاهد المقدمة والشخصيات المجسدة ومختلف المواضيع المقترحة في سلسلة “ولاد يزة” تبقى في سياق هزلي وكوميدي، دون أن يتضمن ذلك مسّا بأية مهنة معينة”.
أما الشكاية التي قدمت حول سلسلة “أش هادا”، فقد اعتبر المجلس أن المتعهد السمعي البصري “غير ملزم ببث هذا الصنف من البرامج “سلسلة أش هادا” بلغة معينة، هذا بالإضافة إلى كون السلسلة تبث بالدارجة ويحاول من خلالها أصحاب العمل عكس كيفية استعمال بعض العبارات الأجنبية المتداولة في أوساط واسعة”.
وفيما يتعلق بشكاية إحدى الجمعيات ضد برنامج تفاعلي بإذاعة عمومية بمبرر الإساءة إلى تجارة القرب وإلى البقالة، أكد المجلس أن حديث منشط البرنامج الإذاعي، الذي يهدف عادة إلى تنبيه وتحذير الجمهور من بعض الظواهر السلبية، تطرّق إلى بعض الممارسات المنافية لأخلاقيات “التداول التجاري” (تجارة القرب والبقالة)، من خلال ربط ذلك فقط بمن اعتبرهم صراحة “النصابة وعديمي الضمير” دون تعميم.
وأفاد المجلس بأن المنشط “عمل عموما على التنويه بالفاعلين والمتدخلين في هذا المجال؛ مما يجعل ما قدمه البرنامج لا يتضمن ما يعتبر مخالفا للمقتضيات القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل والتي تضمن الحرية التحريرية للإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة”.
وفيما يتعلق بشكاية تتعلق بالإساءة إلى الصيادلة في برنامج تلفزيوني، اعتبر المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، ضمن قراراته، أن ما ورد على لسان ضيف البرنامج جاء في سياق مناقشة بعض الظواهر والسلوكيات؛ من بينها حصول المواطنين على بعض الأدوية دون وصفات واستشارات طبية، وما لذلك من مخاطر محتملة في مجموعة من الحالات.
وأشار المجلس إلى أنه أكد على ضرورة احترام أخلاقيات مزاولة المهن الطبية وما تفرضه التشريعات في هذا المجال، دون أن يتضمن ذلك مسا بسمعة الصيدليات؛ بل أكثر من ذلك عمل الضيف على الإشادة بالأدوار الطلائعية والريادية التي يقوم بها الصيدلي، لا سيما في المجال القروي في ظل غياب الأطر الطبية المختصة في بعض الحالات.
واعتبر المصدر نفسه أنه بالنظر إلى السياق العام للحلقة وما عرفته من مداخلات ومناقشات، فإن المضمون البرنامج لم يتجاوز الإطار العام لممارسة حرية الاتصال السمعي البصري.